فقوله «كنتيا»
معناه أنه يقول : كنت في شبابي أفعل كذا ، وكنت في حداثتي أصنع كذا ، وكنت : فعل ،
وفاعله التاء ، ومن الأصول المستمرة أنك لو سميت رجلا بجملة مركبة من فعل وفاعل ،
ثم أضفت إليه ، أي نسبت ، لأوقعت الإضافة على الصدر ، وحذفت الفاعل ، وعلى ذلك
قالوا في النسب إلى تأبط شرا : تأبّطيّ ، وفي قمت : قوميّ ، حذفوا التاء ، وحركت
الميم بالكسرة التي تجتلبها ياء الإضافة ، فلما تحركت رجعت الواو التي كانت سقطت
لسكونها وسكون الميم ، وتلك الواو عين الفعل من قام ، فقلت : قوميّ ، وكذا كان
القياس أن تقول في كنت : كونيّ ، تحذف التاء ، لأنها الفاعل ، وتحرك النون ، فترد
الواو التي هي عين الفعل من كنت ، فقولهم : كنتيّ ، وإقرارهم التاء التي هي ضمير الفاعل مع ياء
الإضافة ، يدل على أنهم قد
[١] أبو زيد : صاحب
النوادر ، واستشهد ابن جني وأبو علي الفارسي بشواهده.
[٢]البيت لم أعرف
قائله وأنشده اللسان في مادة (كون). اللسان (٥ / ٣٩٦٢).
[٣]ملتمسا : طالبا.
اللسان (٥ / ٤٠٧٣). الغوث : النجدة. اللسان (٥ / ٣٣١٢). الكنتي : الشيخ الكبير.
نسب إلى كنت في شبابي. مادة (ك ون) اللسان (٥ / ٣٩٦٢). يقول
إذا استنجدت فلا تستنجد بعجوز عاجز. الشاهد شرحه المؤلف في المتن ، وهو في كلمة «كنتي».
[٥] البيت لم أعثر
على قائله ، وأورده اللسان في مادة «كون». العاجن
: من الرجال الذي يعتمد على الأرض بجمعه ، إذا أراد النهوض من كبر أو بدانة. الخصال
: جمع خصلة وهي الخلق في الإنسان. فضيلة كانت أو رذيلة. اللسان (٢ / ١١٧٥). يقول
: لقد كبر سني حتى لم يعد لي إلا ذكريات الماضي والعجز. الشاهد
: شرحه ابن جني في المتن.