responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سرّ صناعة الإعراب المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 235

أجروا الضمير الفاعل مع الفعل مجرى دال زيد من زايه ويائه ، وكأنهم نبهوا بهذا ونحوه مما يجري مجراه على اعتقادهم قوة اتصال الفعل بالفاعل ، وأنهما قد حلّا جميعا محلّ الجزء الواحد.

ودليل رابع : وهو أن أبا عثمان ذهب في قوله عز اسمه : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) إلى أنه أراد : ألق ألق [١]. قال : فثنى ضمير الفاعل ، فناب ذلك عن تكرير الفعل فهذا أيضا يشهد بشدة اشتراكهما ، ألا ترى أنه لما ثنّي أحدهما وهو ضمير الفاعل ، ناب عن تكرير الفعل ، وإنما ناب عنه لقوّة امتزاجهما ، فكأن أحدهما إذا حضر فقد حضرا جميعا.

ودليل خامس : وهو قولهم : زيد ظننت قائم ، فيمن ألغى ، فلو لا أن الفعل مع الفاعل كالجزء الواحد ، لما جاز إلغاء الفاعل في ظننت.

فهذا كلّه يشهد بقوة اختلاط الفعل بالفاعل. وإذا كان ذلك كذلك ، فمن هنا جاز تشبيه تاء «فعلت» بتاء «افتعل» حتى جاز لبعضهم أن يقول : فحصط برجلي ، وخبطّ بنعمة ، قياسا على اصطبر واطّلع.

فاعرف ذلك ، فإنه من سرّ هذه الصناعة.

* * *


[١] الآية في سورة «ق». القيا : اقذفا ، وارميا. مادة (ل ق ا) اللسان (٥ / ٤٠٦٦). وجهنم : علم على النار. وسميت بذلك لبعد قعرها. اللسان (١ / ٧١٥).

اسم الکتاب : سرّ صناعة الإعراب المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست