اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 85
الباب الثّاني عشر
باب ما لم يسمّ فاعله
[لم لم يذكر الفاعل]
إن قال قائل :
لم لم يسمّ الفاعل؟ قيل : لأنّ العناية قد تكون بذكر المفعول ، كما تكون بذكر
الفاعل ، وقد تكون للجهل بالفاعل ، وقد تكون للإيجاز والاختصار ، [١] أو / إلى / غير ذلك.
[علّة رفع نائب الفاعل]
فإن قيل : فلم [٢] كان ما لم يسمّ فاعله مرفوعا؟ قيل : لأنّهم لمّا حذفوا
الفاعل ، أقاموا المفعول مقامه ، فارتفع بإسناد الفعل إليه ، كما كان يرتفع
الفاعل.
[علّة ذكر نائب الفاعل]
فإن قيل : فلم
إذا حذف الفاعل ، وجب أن يقام اسم آخر مقامه؟ قيل : لأنّ الفعل لا بدّ له من فاعل
؛ لئلّا يبقى الفعل حديثا من غير محدّث عنه ، فلمّا حذف الفاعل ـ ههنا ـ وجب أن
يقام اسم آخر مقامه ؛ ليكون الفعل حديثا عنه ، وهو المفعول.
[قيام المفعول مقام الفاعل]
فإن قيل : كيف
يقام المفعول مقام الفاعل ، وهو ضدّه في المعنى؟ قيل : هذا غير غريب في الاستعمال
، فإنّه إذا جاز أن يقال : «مات زيد» وسمّي زيد فاعلا ، ولم يحدث بنفسه الموت ،
وهو مفعول في المعنى ، جاز أن يقام المفعول ـ ههنا ـ مقام الفاعل ، وإن كان مفعولا
في المعنى ؛ والذي يدلّ على أنّ المفعول ـ ههنا ـ أقيم مقام الفاعل ، أنّ الفعل
إذا كان يتعدّى إلى مفعول واحد ، لم يتعدّ إلى