اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 228
الوجه الأوّل :
أنّهم قالوا إنّما قلنا : إنّه معرب مجزوم ؛ لأنّ الأصل في : «قم ، واذهب : لتقم ،
ولتذهب» قال الله تعالى : (فَبِذلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[١] وذكر أنّها قراءة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وقد
روي عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال في بعض مغازيه : «لتأخذوا مصافّكم» [٢] ؛ فدلّ على أنّ الأصل في «قم : لتقم ، واذهب : لتذهب»
إلّا أنّه لمّا كثر / في / [٣] كلامهم ، وجرى على ألسنتهم ؛ استثقلوا مجيء اللّام فيه
مع كثرة الاستعمال / فيه / [٤] ؛ فحذفوها [٥] مع حرف المضارعة تخفيفا ؛ كما قالوا «إيش» والأصل فيه :
«أيّ شيء» وكقولهم : «ويلمّه» والأصل فيه : «ويل أمّه» ؛ فحذفوا لكثرة الاستعمال ؛
فكذلك ههنا.
والوجه الثّاني
: أنّهم قالوا : أجمعنا على أنّ فعل النّهي معرب مجزوم ؛ نحو : «لا تقم ، ولا تذهب»
فكذلك فعل الأمر ؛ نحو : «قم ، واقعد» ؛ لأنّ النّهي ضدّ الأمر ، وهم يحملون
الشّيء على ضدّه ، كما يحملونه على نظيره.
والوجه الثّالث
[٦] : أنّهم قالوا : الدّليل على أنّه مجزوم ، أنّك تقول في المعتلّ : «اغز ،
ارم ، اخش» فتحذف الواو ، والياء ، والألف ؛ كما تقول : «لم يغز ، لم يرم ، لم يخش»
فدلّ على أنّه مجزوم بلام مقدّرة ، وقد يجوز إعمال حرف الجزم مع الحذف ؛ قال
الشّاعر [٧] : [الوافر]