responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 39

لكان لجار ذلك المجاور نحو ذلك؛ فيلزم أن يكون ما جاور المدينة أفضل من مكة، و ليس كذلك اتفاقا، كذا أجاب به بعض المتقدمين، و فيه نظر، انتهى.

قلت: لم يبين وجه النظر، و لعل وجهه أن الأفضل لقوة أصالته في الفضل يفيد مجاوره الأفضلية لمزية هذه المجاورة الخاصة، و هي منتفية عن مجاور المجاور، أ لا ترى أن جلد المصحف قد ثبت له مزية التعظيم للمجاورة، و لم يلزم من ذلك ثبوت نحوها لمجاوره، و أيضا فالمقتضى لتفضيل المدينة خلقه (صلّى اللّه عليه و سلم) من تربتها، و هذا لا يوجد لمجاورها، و الله أعلم.

الفصل الثاني وعد من صبر على شدها

في الحث على الإقامة بها، و الصبر على لأوائها و شدتها، و كونها تنفي الخبث و الذنوب، و وعيد من أرادها و أهلها بسوء أو أحدث بها حدثا أو آوى محدثا.

روينا في الصحيحين حديث «من صبر على لأوائها و شدتها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة».

و في صحيح مسلم عن سعيد مولى المهري أنه جاء إلى أبي سعيد الخدري ليالي الحرة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، و شكا إليه أسعارها و كثرة عياله، و أخبره أن لا صبر له على جهد المدينة و لأوائها، فقال: و يحك! لا آمرك بذلك، إني سمعت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: «لا يصبر» و في رواية «لا يثبت أحد على لأوائها و جهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة» و في رواية «فقال أبو سعيد: لا تفعل، الزم المدينة» و ذكر الحديث بزيادة قصة.

و في مسلم و في الموطأ و الترمذي عن يحنّس مولى مصعب بن الزبير أنه كان جالسا عند ابن عمر في الفتنة، فأتته مولاة له تسلم عليه، فقالت: إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن، اشتد علينا الزمان، فقال لها عبد الله: اقعدي لكاع‌ [1]، و لفظ الترمذي: اصبري لكاع. فإني سمعت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: «لا يصبر على لأوائها و شدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة».

فإن قيل: ما معنى التردد في قوله: «شفيعا أو شهيدا»؟ و ما معنى هذه الشفاعة مع عموم شفاعته (صلّى اللّه عليه و سلم)؟


[1] لكاع: يقال في سبّ المرأة بالحمق: يا لكاع.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست