responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 40

قلنا: ذكر عياض ما ملخصه أن بعض مشايخه جعل «أو» للشك من الراوي، و أن الظاهر خلافه لكثرة رواته بذلك، بل الظاهر أنه من لفظه (صلّى اللّه عليه و سلم) فإما أن يكون أعلم بهذه الجملة هكذا، و إما أن تكون «أو» للتقسيم، و يكون شفيعا للعاصين و شهيدا للمطيعين، أو شهيدا لمن مات في حياته و شفيعا لمن مات بعده، قال: و هذه الشفاعة أو الشهادة زائدة على الشفاعة للمذنبين أو للعاملين في القيامة و على شهادته على جميع الأمم، فيكون لتخصيصهم بذلك مزية و زيادة منزلة و حظوة قال: و يحتمل أن يكون «أو» بمعنى الواو.

قلت: و يدل له ما رواه البزار برجال الصحيح عن عمر (رضي الله عنه) بلفظ: «فمن صبر على لأوائها و شدتها كنت له شفيعا و شهيدا يوم القيامة» و أسنده ابن النجار بلفظ: «كنت له شفيعا و كنت له شهيدا يوم القيامة» و أسنده المفضل الجندي في فضائل المدينة عن أبي هريرة أيضا بلفظ: «لا يصبر أحد على لأواء المدينة» و في نسخة: «و حرها إلا كنت له شفيعا و شهيدا» قال القاضي: و إذا جعلنا «أو» للشك فإن كانت اللفظة شهيدا فالشهادة أمر زائد على الشفاعة المجردة المدخرة لغيرهم من الأمة، و إن كانت اللفظة شفيعا فهذه شفاعة غير العامة تكون لأهل المدينة بزيادة الدرجات أو تخفيف الحساب أو بإكرامهم يوم القيامة بأنواع من الكرامات كإيوائهم في ظل العرش أو كونهم في روح‌ [1] و على منابر أو الإسراع بهم إلى الجنة أو غير ذلك من خصوص الكرامات. قلت: و يحتمل: أن يجمع لهم ببركة شفاعته (صلّى اللّه عليه و سلم) أو شهادته الخاصة بين ذلك كله؛ فالجاه عظيم، و الكرم واسع، و تأيد الوصية بالجار يؤيد ذلك، و يحتمل أيضا: أن يكون المراد مع ذلك البشرى بموتهم على الإسلام؛ لأن شفاعته و شهادته (صلّى اللّه عليه و سلم) المذكورة خاصة بالمسلمين، و كفى بذلك نعمة و مزية، و سيأتي الإشارة إلى نحو ذلك في أول الباب الثامن.

و في الموطأ و الصحيحين حديث: «تفتح اليمن فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» الحديث.

و قوله «يبسون» بفتح المثناة التحتية أوله و ضم الباء الموحدة و كسرها، و يقال أيضا بضم المثناة و كسر الموحدة- يسوقون بهائمهم سوقا شديدا، و قيل: البسّ: سرعة الذهاب.

المدينة تنفي الخبث‌

و في مسلم حديث «يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه أو قريبه: هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، و الذي نفسي بيده لا يخرج‌


[1] كونهم في روح: في راحة.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست