responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 259

حتى قبض رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و كان جداره قبل أن يظلل قامة، فكان إذا فاء الفي‌ء ذراعا و هو قدمان يصلي الظهر، فإذا كان ضعف ذلك صلّى العصر، ثم نقلا عنه تفسير السميط و السعيدة و الأنثى و الذكر بما تقدم، و لم يذكرا ذرعا.

و في الإحياء عن الحسن مرسلا: لما أراد (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يا بني مسجد المدينة أتاه جبريل فقال: ابنه سبعة أذرع طولا في السماء، و لا تزخرفه، و لا تنقشه، انتهى.

و تقدم فيما نقله الأقشهري عن صاحب السيرة عن جبريل (عليه السلام) في ارتفاعه سبعة أذرع، و قيل: خمسة.

و أسند يحيى عن أسامة بن زيد عن أبيه قال: خرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و معه حجر، فلقيه أسيد بن حضير، و ذكر ما قدمناه، ثم قال: قال- يعني زيدا- و رفعوا الأساس قريبا من ثلاثة أذرع على الأرض بالحجارة، و كان في جوف الأرض قبور جاهلية، فأمر بالقبور فنبشت فرمى بعظامها، و أمر بها فغيبت، و كان في المربد ماء مستنجل فسربه حتى ذهب، و كان الذين أسسوا المسجد جعلوا طوله مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع، و في الجانبين الآخرين مثل ذلك فهو مربع، و يقال: إنه كان أقل من مائة ذراع، و جعل قبلته إلى بيت المقدس، و جعل له ثلاثة أبواب: باب في مؤخره، أي و هو في جهة القبلة اليوم، و باب عاتكة الذي يدعى باب عاتكة و يقال باب الرحمة، و الباب الذي كان يدخل منه رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو باب آل عثمان اليوم، و هذان البابان لم يغيرا بعد أن صرفت القبلة، و لما صرفت القبلة سد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) الباب الذي كان خلفه و فتح هذا الباب، و حذاء هذ الباب- أي و محاذيه- هذا الباب الذي سد. و عبر ابن النجار عن ذلك بقوله: و لما صرفت القبلة سد الباب الذي كان خلفه و فتح بابا حذاءه. قال المجد: أي تجاهه، انتهى.

و ذكر الأقشهري في خبر عن ابن عمر ما يخالف هذا، فإنه قال: و عن عبد الله بن عمر قال: كان مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في زمانه من اللبن، و سقفه من غصن النخل، و له ثلاثة أبواب: باب في مؤخره، و باب عاتكة و هو باب الرحمة، و الباب الذي كان يدخل منه و هو باب عثمان، و هو الذي يسمى اليوم باب جبريل، و لما صرفت القبلة سد الباب الذي خلفه و فتح الباب الآخر، و هو الذي يسمى باب النساء، انتهى. و هو غريب، و لعل قوله: «و هو الذي يسمى باب النساء» من تصرفه و فهمه في معنى الخبر، و لذلك أورد عقبه حديث أبي داود مرفوعا «لو تركنا هذا الباب للنساء» لكن أبو داود بيّن أن الأصح أنه من قول عمر كما سيأتي، و على ما ذكره فلم يجعل للمسجد بعد التحويل بابا خلفه، و باب عن يمين المصلى، و باب عن يسار المصلى، ثم انتهوا إلى البناء باللبن، فجعل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يحمل معهم اللبن في ثيابه و يقول:

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست