responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 258

الخارج من درب البقيع إذا مشى في البقيع لجهة مشهد سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) و صار مشهد سيدنا إبراهيم بن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) على يمينه يكون على يساره طريق تمر بطرف الكومة، فإذا سلكها انتهى بعد رأس العطفة التي على يمينه إلى حديقة تعرف قديما بأولاد الصيفي بها بئر ينزل إليها بدرج تعرف ببئر أيوب قديما و حديثا، و عن يسار الخارج من درب البقيع أيضا إذا سلك طريق سيدنا حمزة في شامي الحديقة المعروفة بالرومية حديقة تعرف بالرباطية وقف رباط اليمنة بها بئر. قال المراغي: تعرف ببئر أيوب أيضا، يتبرك بها الناس، و هي بالقرب من الحديقة المعروفة بدار فحل، و هي عن يسار بقيع الغرقد أيضا، قال الزين المراغي: و لعلها أقرب إلى المراد.

قلت: و الذي يظهر أن الأولى هي المراد، لما سنبينه في الآبار.

و في كتاب رزين ما لفظه: عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان بناء مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بالسميط لبنة على لبنة، ثم بالسعيدة لبنة و نصف أخرى، ثم كثروا فقالوا:

يا رسول الله لو زيد فيه، فبنى بالذكر و الأنثى، و هي لبنتان مختلفتان، و كانوا رفعوا أساسه قريبا من ثلاثة أذرع بالحجارة، و جعلوا طوله مما يلي القبلة إلى مؤخرة مائة ذراع، و كذا في العرض، و كان مربعا، و في رواية جعفر: و لم يسطح، فشكوا الحر فجعلوا خشبه و سواريه جذوعا، و ظللوا بالجريد ثم بالخصف، فلما و كف‌ [1] عليهم طينوه بالطين، و جعلوا وسطه رحبة، و كان جداره قبل أن يظلل قامة و شيئا، انتهى. و الظاهر أنه ليس جميعه من كلام جعفر؛ بدليل قوله في الأثناء «و في رواية جعفر».

و قد ذكر ابن زبالة و يحيى من غير طريقه كلام جعفر متمحضا فأسندا عنه أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كان بناء مسجده بالسميط لبنة لبنة، ثم إن المسلمين كثروا فبناه بالسعيدة، فقالوا: يا رسول الله لو أمرت من يزيد فيه، فقال: نعم، فأمر به فزيد فيه، و بنى جداره بالأنثى و الذكر، ثم اشتد عليهم الحر فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل، قال: نعم، فأمر به فأقيمت فيه سواري من جذوع النخل، ثم طرحت عليها العوارض‌ [2] و الخصف و الإذخر [3]، فعاشوا فيه، و أصابتهم الأمطار، فجعل المسجد يكف عليهم، فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطيّن، فقال: لا، عريش كعريش موسى، فلم يزل كذلك‌


[1] و كف سطح البيت: قطر بالماء.

[2] العوارض: قطع الخشب. الخصف: جلة تعمل من الخوص ليحفظ فيها التمر.

[3] الإذخر: حشيشة تسقف بها البيوت فوق الخشب و لها رائحة طيبة.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست