responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 230

غزوة بني النضير

قلت: ذكرها بعضهم في الثالثة قبل أحد، و قال الزهري: كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أحد، و ذكرها ابن إسحاق في الرابعة بعد بئر معونة و أن سببها أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) جاءهم يستعينهم في دية، و جلس إلى جنب جدار لهم، فخلا بعضهم ببعض، و أمروا عمرو بن جحاش أن يرقى فيلقي عليه صخرة، فأتاه الخبر من السماء، فقام مظهرا أن يقضي حاجة، و قال لأصحابه: لا تبرحوا، و رجع مسرعا إلى المدينة، فأمر بحربهم و المسير إليهم، و أمر بقطع النخل و التحريق، قال: و حاصرهم ست ليال، فسألوا أن يجلوا من أرضهم على أن لهم ما حملت الإبل، فصولحوا على ذلك، فاحتملوا إلى خيبر و إلى الشام؛ فكانت أموالهم له (صلّى اللّه عليه و سلم) خاصة، و وافق ابن إسحاق على ذلك جل أهل المغازي، و أصح منه ما رواه ابن مردويه بسند صحيح أنهم أجمعوا على الغدر، فبعثوا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): اخرج إلينا في ثلاثة من أصحابك و يلقاك ثلاثة من علمائنا، فإن آمنوا بك اتبعناك، فاشتمل اليهود الثلاثة على الخناجر، فأرسلت امرأة من بني النضير إلى أخ لها من الأنصار مسلم تخبره بأمر بني النضير، فأخبر أخوها النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بأمر بني النضير قبل أن يصل إليهم، فرجع و صبّحهم بالكتائب، فحصرهم يومه، ثم غدا على بني قريظة فحاصرهم، فعاهدوه، فانصرف عنهم إلى بني النضير فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء و على أن لهم ما أقلت الإبل‌ [1] إلا السلاح، فاحتملوا أبواب بيوتهم؛ فكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها و يحملون ما يوافقهم من خشبها، و كان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام.

و رواه أيضا عبد بن حميد في تفسيره، و روى أيضا من طريق عكرمة أن غزوتهم كانت صبيحة قتل كعب بن الأشرف، و روى أن قريشا كتبوا لبني النضير يحثونهم على حرب رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فأضمروا الغدر بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و لما حرق رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) نخلهم قال حسان (رضي الله عنه) يعير قريشا من أبيات:

و هان على سراة بني لؤي‌ * * * حريق بالبويرة مستطير

فأجابه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، و لم يكن أسلم حينئذ:

أدام الله ذلك من صنيع‌ * * * و حرق في نواحيها السعير

ستعلم أيّنا منها بنزه‌ * * * و تعلم أي أرضينا تضير

أي: ستعلم أينا منها ببعد، و أي الأرضين أرضنا أو أرضكم يحصل لها الضير: أي الضرر؛ لأن بني النضير إذا خربت أضرت بما جاورها و هو أرض الأنصار لا أرض‌


[1] ما أقلت الإبل: ما نقلته.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست