اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 19
«و السلامة» و قد فتحت منها مكة و سائر الأمصار، و كانت بها عصابة الأنصار، و مهاجرة النبي المختار (صلّى اللّه عليه و سلم) و المهاجرين الأبرار، و منها انتشرت السنة في الأقطار.
ذات الحجر
السادس و الثلاثون: «ذات الحجر» لاشتمالها عليها، قال أبو بكر (رضي الله عنه) مثنيا على الأنصار: ما وجدت لنا و لهذا الحيّ من الأنصار مثلا إلا ما قال طفيل الغنوي:
أبوا أن يملّونا و لو أنّ أمّنا * * * تلاقي الّذي يلقون منّا لملّت
هم خلطونا بالنّفوس و أولجوا * * * إلى حجرات أدفأت و أظلّت
ذات الحرار
السابع و الثلاثون: «ذات الحرار» لكثرة الحرار بها، و في قصة خنافر بن التوأم الحميري الكاهن عن رئيه من الجن و قد وصف له دين الإسلام، فقال له خنافر: من أين أبغى هذا الدين؟ قال: من ذات الأحرين، و النفر الميامين، أهل الماء و الطين، قلت: أوضح، قال:
الحق بيثرب ذات النخل و الحرة ذات النعل، قال الأصمعي: أحرون و حرار جمع حرة.
ذات النخل
الثامن و الثلاثون: «ذات النخل» و هو و ذات الحجر مما استعمله المتأخرون في أشعارهم، و قد نسجت على منوالهم حيث قلت في مطلع قصيدة:
أشجان قلبي بذات النّخل و الحجر * * * و أختها تلك ذات الحجر و الحجر
تقسّم القلب بين البلدتين؛ فلا * * * أنفك من لهب الأشواق في سعر
و في أحاديث الهجرة «أريت دار هجرتي ذات نخل و حرة» [1]، و قال عمران بن عامر الكاهن يصف البلاد لقومه: و من كان منكم يريد الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل [2]، فليلحق بالحرة ذات النخل. و روي كما سيأتي بيثرب ذات النخل
السلقة
التاسع و الثلاثون: «السلقة» ذكره أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري في أسمائها المنقولة عن التوراة، و لم نضبطه، و هو محتمل لفتح اللام و كسرها، و السّلق بالتحريك: القاع الصفصف [3]، و سلقت البيض: أغليته بالنار، و المسلاق: الخطيب البليغ،
[1] الحرّة: أرض ذات حجارة سود كأنها أحرقت (ج) حرار.