responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 186

بكذا و كذا، قال: قد أخذتها بذلك، قال: هي لك، و الحكمة فيه- كما أفاده بعضهم- أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أحب ألّا تكون هجرته إلا من مال نفسه، و ذكر ابن إسحاق أن الناقة التي أخذها هي الجدعاء، و أنها كانت من إبل بني الحريش، و كذا في رواية أخرجها ابن حبان، و أنها الجدعاء، و أفاد الواقدي أن الثمن كان ثمان مائة درهم، و أن المأخوذة هي القصوى، و أنها كانت من نعم بني قشير، و أنها عاشت حتى ماتت في خلافة الصديق، و كانت مرسلة ترعى في النقيع، و في طبقات ابن سعد أن ثمنها ثمان مائة درهم، اشتراها أبو بكر من نعم بني قشير، و أخذ النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) منه القصوى بثمنها، و سيأتي من رواية يحيى الحسيني أيضا أنها القصوى، و جاء عن ابن عباس أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أذن له في الهجرة إلى المدينة بقوله تعالى:

وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً [الإسراء:

80] أخرجه الترمذي و صححه هو و الحاكم، فذهب أبو بكر إلى عبد الله بن أريقط قاله ابن عقبة. و في تهذيب ابن هشام «عبد الله بن أرقد» و في رواية الأموي عن ابن إسحاق «ابن أريقد» و في الغنية عن مالك اسمه «رقيط من بني الديل من كنانة» فاستأجره، و كان هاديا خرّيتا [1]: أي ماهرا بالهداية، و كان على دين الكفار. قال النووي: لا نعلم له إسلاما، فأمره أن يأتيهما بعد ثلاث في غار ثور، ثم انصرف رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى منزله، فجاءه علي (رضي الله عنه)، و اجتمعت قريش على باب الدار ليقتلوه بزعمهم، فقال لهم أبو جهل: لا تقتلوه حتى يجتمعوا، يعني الخمسة من القبائل الخمس، و جعل يقول لهم: هذا محمد كان يزعم لكم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوك العرب و العجم، و يكون لكم في الآخرة جنات تأكلون منها، و إن لم تتابعوه يكون له فيكم ذبح في الدنيا، و يوم القيامة نار تحرقون فيها، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): نعم و الله كذا أقول، و كذا يكون، و أنت أحدهم، ثم أخذ حفنة من تراب فرماها في وجوههم، فأخذ على أبصارهم و لم على أصمختهم فجعل على رأس كل رجل منهم ترابا و هو يقرأ أول سورة يس يستتر بها منهم إلى «فهم لا يبصرون» و تلا: وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً [الإسراء:

45] ثم أتى منزل أبي بكر، فخرجا من خوخة كانت له، و أتيا غار ثور، و أقام المشركون ساعة، فجعلوا يتحدثون، فجاءهم رجل كان إذ ذاك بعيدا منهم فقال لهم: و ما تنتظرون؟

فقالوا: أن نصبح فنقتل محمدا، قال: قبحكم الله و خيبكم، أو ليس قد خرج عليكم و جعل على رءوسكم التراب، قال أبو جهل: أو ليس هو ذاك مسجى ببرده؟ الآن كلمنا، فلما أصبحوا قام علي من الفراش، فقال أبو جهل: صدقنا ذلك المخبر، فاجتمعت قريش،


[1] الخرّيت: الدليل الحاذق بالدلالة.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست