responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 185

منهم عمر بن الخطاب، و أخوه زيد، و طلحة بن عبيد الله، و صهيب، و حمزة بن عبد المطلب، و زيد بن حارثة، و عبيدة بن الحارث، و عبد الرحمن بن عوف، و الزبير، و عثمان بن عفان، و غيرهم، حتى لم يبق معه (صلّى اللّه عليه و سلم) بمكة إلا علي بن أبي طالب و الصديق (رضي الله عنهما)، كذا قاله ابن إسحاق و غيره، و الظاهر أن المراد لم يبق من أعيانهم؛ لما روي من أن من كان بمكة ممن يطيق الخروج من المسلمين خرجوا بعد خروجه (صلّى اللّه عليه و سلم) من مكة، فطلبهم أبو سفيان و غيره من المشركين، فردوهم و سجنوهم، فافتتن منهم ناس؛ ففي هذا دلالة على بقاء جماعة غير الصديق و علي (رضي الله عنهما) مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حينئذ، فلما رأت قريش ذلك علموا أن أصحابه قد أصابوا منعة، و نزلوا دارا، فحذروا [1] خروج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إليهم، فاجتمعوا بدار الندوة ليأتمروا في أمر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و فيهم أبو جهل، و زعم ابن دريد في الوشاح أنهم كانوا أنهم كانوا خمسة عشر رجلا، و في المولد لابن دحية كانوا مائة رجل، و جاءهم إبليس في صورة شيخ نجدي فقال: أدخلوني معكم، فلن تعدموا مني رأيا، فأدخلوه، فقال بعضهم: نخرجه من بين أظهرنا، و قال آخرون: بل نحبسه و لا يطعم حتى يموت، فقال أبو جهل: قد رأيت أصلح من رأيكم: أن يعطى خمس رجال من خمس قبائل سيفا سيفا فيضربونه ضربة رجل، فيتفرق دمه في هذه البطون، فلا يقدر لكم بنو هاشم على شي‌ء، فقال النجدي: لا أرى غير هذا، فأخبر جبريل النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فأنزل الله على نبيه: وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ‌ [الأنفال: 30] فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لعلي: نم على فراشي و تسجّ ببردي فلن يخلص إليك منهم أمر، فترد هذه الودائع إلى أهلها، لأن كفار قريش كانت تودع عنده لأمانته، و كان اسمه عندهم الأمين الصادق، و أتى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أبا بكر الصديق فأعلمه، و قال: قد أذن لي، فقال: الصحبة يا رسول الله، و كان إنما حبس نفسه عليه لما ثبت في الصحيح أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لما ذكر لأصحابه رؤياه المتقدمة هاجر من هاجر منهم قبل المدينة و رجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، و تجهز أبو بكر قبل المدينة، فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي، فقال له:

و هل ترجو ذلك بأبي أنت و أمي؟ قال: نعم، فحبس نفسه على رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) ليصحبه، و كان عمر قد تقدم إلى المدينة، و علف أبو بكر راحلتين كانت عنده الخبط [2] أربعة أشهر، فعرض على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إحداهما، فقال: بالثمن، و في رواية ابن إسحاق قال: لا أركب بعيرا ليس هو لي، فقال: فهو لك، قال: لا و لكن بالثمن الذي ابتعتها به، قال: أخذتها


[1] حذروا: قدّروا و اعتقدوا.

[2] الخبط: ما سقط من ورق الشجر بالخبط و النفض.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست