responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 147

لا أحد أذلّ من جديس‌ * * * أ هكذا يفعل بالعروس‌

في أبيات، فأغضب ذلك أخاها، و وقفها على نادي قومه، و هي تقول:

أ يجمل أن يؤتى إلى فتياتكم‌ * * * و أنتم رجال فيكم عدد الرمل‌

أ يجمل تمشي في الدما فتياتكم‌ * * * صبيحة زفّت في العشاء إلى بعل‌

فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه‌ * * * فكونوا نساء لا تغب من الكحل‌

و دونكم ثوب العروس فإنما * * * خلقتم لأثواب العروس و للغسل‌

فلو أننا كنا رجالا و كنتم‌ * * * نساء لكنا لا نقر على الذل‌

فموتوا كراما أو أميتوا عدوكم‌ * * * و كونوا كنار شب بالحطب الجزل‌

و إلا فخلوا بطنه و تحمّلوا * * * إلى بلد قفر و هزل من الهزل‌

فللموت خير من مقام على أذى‌ * * * و للفقر خير من مقام على ثكل‌

فدبّوا إليه بالصّوارم و القنا * * * و كل حسام محدث العهد بالصّقل‌

و لا تجزعوا للحرب قومي فإنما * * * يقوم رجال للرجال على رجل‌

فيهلك فيها كل وغل مواكل‌ * * * و يسلم فيها ذو الجلادة و الفضل‌

فامتلأت جديس غيظا، و نكسوا رءوسهم حياء، و تشاوروا في الأمر، فقال الأسود:

أطيعوني فإنه عز الدهر، و قد رأيت أن أصنع للملك طعاما ثم أدعوه و قومه، فإذا جاءونا قتلت الملك، و قام كل منكم إلى رئيس منهم فقتله، فلا يبقى للباقين قوة، فنهتهم أخت الأسود عن الغدر، و قالت: ناجزوهم فلعل الله أن ينصركم عليهم لظلمهم؛ فعصوها فقالت:

لا تغدرنّ فإنّ الغدر منقصة * * * و كل عيب يرى عيبا و إن صغرا

إني أخاف عليكم مثل تلك غدا * * * و في الأمور تدابير لمن نظرا

حشّوا سعيرا لهم فيها مناجزة * * * فكلكم باسل أرجو له الظفرا

فأجابها أخوها:

شتان باغ علينا غير متئد * * * يغشى الظلامة لا يبقى و لن يذرا

إنا لعمرك لا نبدي مناجزة * * * نخاف منها صروف الدهر من ظفرا

إني زعيم بطسم حين تحضرنا * * * عند الطعام بضرب يهتك الفقرا

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست