responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 512

و ذهبت الصناعات و لما تغرب أحد و لا سافر إنسان و لتركوا التهادي فيما بينهم و لذهب الشرى و البيع و الأخذ و الإعطاء. إلّا أن اللّه جلّ و تقدس أعطى كل صقع نوعا من الخيرات لم يعطه الصقع الآخر ليسافر هذا إلى بلد هذا، فيحمل متاع أرضه. و هذا إلى مدينة هذا فيحمل عجائب مدينته.

و قيل في قول اللّه عزّ و جلّ‌ وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها أنه أراد بها جعله في بلد دون بلد، مثل الكاغذ بسمرقند و القرطاس بمصر.

و لذلك خصّ بلاد الهند بأنواع الطيب و الجواهر و اليواقيت و أشباه اليواقيت و غير ذلك من الأحجار المثمنة. و لهم أصناف الطيب كالعود و العنبر و الكافور و القرنفل و الخولنجان و الدارصيني و غير ذلك من أنواع الطيب. و لهم الصندل و التوتياء و الهليلج و أنواع كثيرة لو ذكرناها لطال بها الخطب و لخرج الكتاب من الغرض الذي قصدناه. و لهم القثاء و الخيزران و البقّم و الصندل الأحمر و الأبيض، و لهم الساج و الفلفل. و في بلادهم الطواويس و الفيلة و الكركدن.

و قد خصّ اللّه أهل الصين بإحكام الصناعات و أعطاهم منها ما لم يعط أحدا، فلهم الحرير الصيني و الغضائر الصيني و السروج الصيني و غير ذلك من الآلات المحكمة العجيبة الصنعة المتقنة العمل. و لهم أيضا مسك إلّا أنه ليس بجيد. و قالوا إنما يتغير في البحر لطول المسافة.

ثم الروم و ما قد خصهم اللّه به من العلوم و الآداب و ما قد أعطوا من الهندسة و الفلسفة و الحذق بالأبنية و المصانع و اتخاذ الحصون و عقد القناطر و الجسور و عمل الكيمياء و الكساء الرومي و الفرفير و البزيون. و في بلادهم الميعة و المصطكى.

ثم النوبة و ما قد خصّوا به من جودة الرمي و ما قد انفرد به بلدهم من العجائب. و لهم الخيل العجيبة و النجب التي تسبق الخيل. و لهم الكلاب التي تقاتل الأسد.

و كذلك البجة و في بلدهم معدن الزبرجد و معدن الذهب، و زيّهم زي العرب كأنهم من رجال اليمن.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 512
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست