responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 431

ألوانهم بيضا و شعورهم سبطة و أجسادهم عظاما و طبائعهم إلى البرد و شكلهم متوحش لشدة برد أرضهم. و شتاؤهم شديد مفرط البرد، و شجرهم عظام و دوابهم على مثل هواء أرضهم. و هم الترك.

و أما ما كان من الذين سمت رؤوسهم تحت السرطان و من سمت رؤوسهم تحت الدينة [1] فلأن الشمس لا تستوي على رؤوسهم، و لأنهم لم يميلوا إليها جدا، فلذلك هواؤهم حسن التمزيج و موضعهم معتدل، ليس فيه برد شديد و لا حرّ شديد. و ألوانهم و أجسامهم وسط، و طبائعهم ممتزجة و مراتبهم في جميع حالاتهم متقاربة.

و من كان من هؤلاء متيامنا فعامتهم أهل ذكاء و فطنة و دقة نظر و علم بالنجوم و غير ذلك من العلوم، لقرب سمت رؤوسهم من مدار الكواكب الجارية و البروج.

فمن أجل ذلك تنازعهم نفوسهم إلى طلب علم النجوم و الآداب. و من كان مشرقا فهم مذكوّون و أنفسهم شديدة و هم أهل تنافس في الشرف و الزيادة. لأن المشرق فيه طبيعة الشمس.

و من يعزف منهم مغربا، فإنهم مؤنثون و أجسامهم لينة و عامة أعمالهم خفية.

لأن المغرب للقمر أو لدونيّة من مهلك من المغرب. فلذلك جعل المغرب مؤنثا ليّنا.

و الشمال خلاف المشرق.

و في هذه الأقسام قسم مختلفة في الشبه و الطبائع و الأدب على نحو ما يحيط به من الهواء الحار و البارد و الممتزج و ذلك ينقص و يزيد في كل كوكب و مكان على نحو ارتفاع الأرض و انخفاضها. و الدليل على ذلك، أن بعض الناس صاروا نواتية و هم أصحاب السفن البحرية لقرب أرضهم من البحر. و صار آخرون أهل دعة و ذلك لخصب بلادهم و كثرة خيرهم. و كذلك موافقة الأقاليم للبروج التي عليها في الطبائع. فإن طبائع كل إقليم على مثل طبائع البروج التي تتولاه.


[1] كذا في الأصل.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست