responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 430

في أبنية البلدان و خواصها و عجائبها

قال بطليموس: إن اختلاف الأمم في ألوانهم و أخلاقهم و أجسامهم و طبائعهم و جميع حالاتهم من ثلاثة وجوه:

واحدها: من بعد الأرض من خط الاستواء. و هو مثل البلاد و انحرافها عن الخط يمنة أو يسرة.

الثاني: من قبل طبائع البروج المحاذية لسمت تلك البلاد و الغالبة على طبائعها.

و الثالث: بعد البلاد من مدار الشمس و قربها منه.

فأمّا الأرض العامرة في ربع الأرض الشمالي، فما كان منها متيامنا و هو ما بين تغير الربيع إلى تغير الصيف، و هو الذي محاذيها من البروج ما بين الحمل إلى السرطان. فإذا توسطت الشمس وسط السماء كانت على سمت رؤوسهم فأحرقتهم. فلذلك صارت أجسادهم سودا و شعورهم قططا و جثتهم ذابلة، و طبائعهم حارة و عامة أشكالهم متوحشة لشدة حرّ أرضهم. و هم الحبشة و الزنج و النوبة و أنواع السودان. و ليس يكون ذلك فيهم وحدهم، و لكنه يكون في الهواء المحيط بهم. و كذلك يبس دواب أرضهم و شجرهم في جميع ذلك تحرقه أرضهم.

و أما ما كان متيامنا [1] [99 أ] من الأرض فلتباعد سمت رؤوسهم عن مدار الشمس و حرارتها و مدار البروج، كان مكانهم باردا تنالهم كثرة الرطوبة. و تكون‌


[1] يبدو أنها (متياسرا).

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست