responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعراء النصرانيه المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 2  صفحة : 171
تغلب مقتلة عظيمة وفي هذا اليوم أسر الحرث مهلهلاً وهو لا يعرفه فقال له: دلني على عدي وأنا أخلي عنك فقال له المهلهل: عليك عهد الله بذلك إن دللتك عليه قال: نعم. قال: فأنا عدي فجز ناصيته وتركه.
واستمرت الحرب بين الحيين دهراً طويلاً وفني معظمهم إلى أن قام في الصلح عمرو بن هند ملك العراق. وقيل بل كان المصلح بينهم الحرث بن عمرو بن معاوية الكندي. وقيل أيضاً الحرث بن عوف المري. وآل أمر المهلهل إلى أن خرج إلى أخواله من بني يشكر ضجراً من الحرب وتطاول المدة وأقام بين أظهرهم إلى أن مات وقيل قتل وكان سبب قتله كما ذكر ابن الكلبي أنه أسن وخرف وكان له عبدان يخدمانه فملا منه وخرج بهما يريد سفراً فأناخا به في بعض الفلوات وعزما على قتله فلما عرف ذلك كتب بسكين على رحل ناقته هذا البيت وقيل في بعض الروايات أنه أوصاهما أن يقولاه لولديه (من الكامل) :
من مبلغ الحيين أن مهلهلاً ... لله دركما ودر أبيكما
ثم قتلاه ورجعا إلى قومه فقالا: مات. وأنشداهما قوله ففكر بعض ولده وقال: إن مهلهلاً لا يقول هذا الشعر الذي لا معنى له وإنما أراد أن يقول:
من مبلغ الحيين أن مهلهلاً ... أمسى قتيلاً في الفلاة مجندلا
لله دركما ودر أبيكما ... لا يبرح العبدان حتى يقتلا
فضربوا العبدين فأقرا بقتله فقتلا به وكان ذلك سنة 500 م.
وللمهلهل ديوان شعر ذكره الحاج خليفة في كتاب كشف الظنون وهو أول شاعر جمع له ديوان. قال ابن نباتة وشعر المهلهل من أعلى طبقات المتقدمين فمن ذلك قوله يخاطب بكراً (من الكامل) :
من مبلغ بكراً وآل أبيهم ... عني مغلغلة الردي الأقعس
وقصيدة شعواء باق نورها ... تبلى الجبال وأثرها لم يطمس
أكليب أن النار بعدك أخمدت ... ونسيت بعدك طيبات المجلس
أكليب من يحمي العشيرة كلها ... أو من يكر على الخميس الأشوس
من للأرامل واليتامى والحمى ... والسيف والرمح الدقيق الأملس
اسم الکتاب : شعراء النصرانيه المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 2  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست