اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 161
ما قدر له، ثم يأوي إلى فراشه، فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم فيتوضّأ و يصلي ثم يرجع، فكان يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسا.
و في «الزّهد» لأحمد، عن ابن سيرين: كان ابن عمر كلما استيقظ من الليل صلّى.
و عند ابن سعد بسند جيد عن نافع: أنّ ابن عمر كان لا يصوم [1] في السّفر، و لا يكاد يفطر في الحضر. و من طريق أخرى عن نافع أيضا قال: كانت لابن عمر جارية معجبة، فاشتد عجبه بها، فأعتقها و زوّجها مولى له، فأتت منه بولد، فكان ابن عمر يأخذ الصبي فيقبّله ثم يقول: واها لريح فلانة.
و عند البيهقي من طريق زيد بن أسلم: مرّ ابن عمر براع فقال: هل من جزرة؟ قال:
ليس هاهنا ربها. قال: تقول له: إن الذئب أكلها. قال: فاتّق اللَّه، فاشترى ابن عمر الراعي و الغنم و أعتقه و وهبها له.
قال البخاريّ «في التاريخ» [حدثني الأويسي] [2]، حدثني مالك أنّ ابن عمر بلغ سبعا و ثمانين سنة. و قال غير مالك: عاش أربعا و ثمانين، و الأول أثبت، و قال ضمرة بن ربيعة في تاريخه: مات سنة اثنتين أو ثلاث و سبعين، و جزم مرة بثلاث، و كذا أبو نعيم و يحيى بن بكير و الجمهور، و زاد بعضهم في ذي الحجة. و قال الفلاس مرة: سنة أربع، و به جزم خليفة و سعيد بن جبير و ابن زبر.
ذكر من اسمه عبد اللَّه، و اسم أبيه عمرو- بفتح أوّله و سكون الميم
4853- عبد اللَّه بن عمرو:
بن بجرة [3] بضم الموحدة و سكون الجيم، ابن خلف بن صداد بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
ذكره موسى بن عقبة، و ابن إسحاق، و ابن سعد، و غيرهم فيمن استشهد باليمامة.
و قال أبو عمر: أسلم يوم الفتح. و قال أبو معشر: هو من بيت من اليمن تبنّاهم بجرة المذكور، فنسبوا إليه.