اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 160
و أخرج ابن المبارك في «الزّهد» عن حيوة [1] بن شريح، عن عقبة بن مسلم- أن ابن عمر سئل عن شيء فقال: لا أدري. ثم قال: أ تريدون أن تجعلوا ظهورنا جسورا في جهنم؟
تقولون: أفتانا بهذا ابن عمر.
و قال الزّبير بن بكّار: و كان ابن عمر يحفظ ما سمع من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، و يسأل من حضر إذا غاب عن قوله و فعله، و كان يتبع آثاره في كل مسجد صلّى فيه، و كان يعترض براحلته في طريق رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) عرض ناقته، و كان لا يترك الحجّ، و كان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الّذي وقف فيه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم).
و أخرج البغويّ، من طريق محمد بن بشر، حدّثنا خالد، حدّثنا سعيد- و هو أخو إسحاق بن سعيد، عن أبيه: ما رأيت أحدا كان أشد اتّقاء للحديث عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) من ابن عمر.
و من طريق ابن جريج عن مجاهد: صحبت ابن عمر إلى المدينة فما سمعته يحدّث عن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) حديثا واحدا.
و في «الزّهد» للبيهقي بسند صحيح عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر:
سمعت أبي يقول ما ذكر ابن عمر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) إلا بكى، و لا مرّ على ربعهم إلا غمض عينيه.
و أخرجه الدّارميّ من هذا الوجه في تاريخ أبي العباس السّرّاج بسند جيد عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ [الحديث:
16] يبكي حتى يغلبه البكاء.
و عند ابن سعد بسند صحيح قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال:
الوضوء لكل صلاة، و المصحف فيما بينهما. و عند الطّبرانيّ- و هو في الحلية بسند جيد عن نافع- أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا، فيقول: لا، فيعاود، فإذا قال نعم قعد يستغفر اللَّه حتى يصبح.
و من طريق أخرى، عن نافع: كان ابن عمر إذا فاتته صلاة العشاء في الجماعة أحيا بقية ليله [2] و عند البيهقي: إذا فاتته صلاة في جماعة صلّى إلى الصّلاة الأخرى. و في «الزّهد» لابن المبارك: أنبأنا [3] عمر بن محمد بن زيد، أنّ أباه أخبره أن ابن عمر كان يصلّي