اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني الجزء : 1 صفحة : 510
[ابن القاسم]الجعفري، و كان ذا عارضة و لسان، لا يبالي ما استقبل الكبراء و أصحاب السلطان به.
فحدثني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار، و حكيم بن يحيى الخزاعي، قالا:
دخل أبو هاشم على محمد بن عبد اللّه بن طاهر فقال [1] :
أيها الأمير، قد جئتك مهنئا بما لو كان رسول اللّه (ص) حيا لعزّى به، فلم يجبه محمد عن هذا بشيء [2] .
و أمر محمد بن عبد اللّه حينئذ أخته و نسوة من حرمه بالشخوص إلى خراسان، و قال إن هذه الرؤوس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم قط إلاّ خرجت منه النعمة و زالت عنه الدولة، فتجهزن للخروج.
قال ابن عمار في حديثه:
و أدخل الأسارى من أصحاب يحيى إلى بغداد، و لم يكن فيما رؤي قبل ذلك من الأسارى أحد لحقه ما لحقهم من العسف و سوء الحال، و كانوا يساقون و هم حفاة سوقا عنيفا فمن تأخّر ضربت عنقه، فورد كتاب المستعين بتخلية سبيلهم فخلوا، إلاّ رجلا يعرف بإسحاق بن جناح كان صاحب شرطة يحيى بن عمر فإن محمد بن الحسين الأشناني حدثني: أنه لم يزل محبوسا حتى مات، فخرج توقيع محمد بن عبد اللّه بن طاهر[في أمره]يدفن الرجس النجس إسحاق بن جناح مع اليهود، و لا يدفن مع المسلمين، و لا يصلي عليه، و لا يغسل، و لا يكفن» فأخرج رحمه اللّه بثيابه ملفوفا في كساء قومسي على نعش حتى جاءوا به إلى خربة، فطرح على الأرض و ألقى عليه حائط، رحمه اللّه تعالى.
و قد كان خرج مع يحيى بن عمر جماعة من وجوه أهل الكوفة و أولي الفضل منهم، فسمعت بعض مشايخنا من الكوفيين يذكر-و هو محمد بن الحسين-