responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 511

أن أبا محمد عبد اللّه بن زيدان البجلي‌ [1] خرج معه معلما، و كان أحد فرسان أصحابه. و قد لقيته أنا و كتبت عنه، و كنت أرى فيه‌[من‌]الحذر و التوقي من كثير من الناس، ما يدل على صدق ما ذكر عنه.

و ما بلغني أن أحدا ممن قتل في الدولة العباسية من آل أبي طالب رثى بأكثر مما رثى به يحيى‌[و لا قيل فيه الشعر بأكثر]مما قيل فيه‌ [2] .

و اتفق في وقت مقتله عدة شعراء محيدون للقول‌[أولوا هوى‌]في هذا المذهب، إلاّ أنني ذكرت بعض ذلك كراهية الإطالة.

فمنه قول علي بن العباس الرومي‌ [3] يرثيه، و هي من مختار ما رثى به، بل إن قلت إنها عين ذلك و المنظور إليه لم أكن مبعدا، لو لا أنه أفسدها بأن جاوز الحد و أغرق في النزع، و تعدى المقدار بسب مواليه من بني العباس، و قوله فيهم من الباطل ما لا يجوز لأحد أن يقوله، و هي:

أمامك فانظر أيّ نهجيك تنهج # طريقان شتّى مستقيم و أعوج‌ [4]

ألا أيّهذا الناس طال ضريركم # بآل رسول اللّه فاخشوا أو ارتجوا [5]

أ كلّ أوان للنّبي محمد # قتيل زكيّ بالدّماء مضرّج‌ [6]

تبيعون فيه الدّين شرّ أئمة # فللّه دين اللّه قد كاد يمرج‌ [7]

لقد ألحجوكم في حبائل فتنة # و للملحجوكم في الحبائل ألحج‌ [8]


[1] في الخطية «أبا محمد عبد اللّه بن يزيد العجلي» .

[2] راجع ابن الأثير 7/44 و مروج الذهب 2/291-292.

[3] ولد ابن الرومي في رجب سنة إحدى و عشرين و مائتين ببغداد، و توفي بها سنة ثلاث و ثمانين و مائتين، راجع ترجمته في ابن خلكان 1/351 و ديوانه المطبوع 2/46-54 و المخطوط ص 414.

[4] تنهج: تسلك، شتى: أي طريقان متباينان أحدهما مستقيم و الآخر أعوج.

[5] الضرير: المضارة.

[6] في ط و ق «أ في كل يوم» الزكي: الصالح، و المضرج: الملطخ.

[7] في ط و ق «قد كان يمزج» فيه: أي بسبب، و شر أئمة: يريد بهم خلفاء بني العباس، و يمرج: يفسد و يضطرب.

[8] في ط و ق «و للملحجيكم... ألحجوا» ألحجوكم: ادخلوكم و أوقعوكم يقال: لحج في الأمر إذا دخل فيه و نشب، و الحبائل: جمع حبالة و هي المصيدة، و ألحج: أكثر لحجا، أي أعظم دخولا و وقوعا في شراك الفتنة.

اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 511
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست