اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 6
فرحمها و أعجب بها، و قال: أ تحبين أن أشتريك؟ فقالت: يا سيدي، أما إذ خيّرتني فقد وجب نصحك عليّ، و اللَّه لا يشتريني أحد بعد زلزل فينتفع بي. فأمر بشرائها و أعتقها و أجرى عليها رزقا.
و في رواية أخرى: أنه قال: أ تحبين/ أن أشتريك؟ فقالت: يا أمير المؤمنين، لقد عرضت عليّ ما يقصر عنه الأمل، و لكن ليس من الوفاء أن يملكني أحد فينتفع بي. فزاد رقة عليها، و قال: غني [صوتا] [1] فغنّت:
العين تظهر كتماني و تبديه * * * و القلب يكتم ما ضمّنته فيه
و كيف ينكتم المكنون بينهما * * * و العين تظهره و القلب يخفيه
فاشتراها و أعتقها، و أجرى عليها إلى أن مات.
944- عابد مصري مبتلى.
أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار قال: أخبرنا أحمد بن علي التوذي قال: أخبرنا عمر بن ثابت [قال:] أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس [قال:] حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا [قال:] [2] حدّثنا علي بن الحسين، عن موسى بن عيسى، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: حدّثني بعض الحكماء قال: خرجت و أنا أريد الرباط، حتى إذا كنت بعريش مصر أو دونه إذا أنا بمظلة، و إذا فيها رجل قد ذهبت يداه و رجلاه و بصره، و إذا هو يقول: اللَّهمّ إني أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك، كفضلك على سائر خلقك، إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا.
فقلت: و اللَّه لأسألنّه أعلّمه أم ألهمه، فدنوت منه، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام فقلت له: إني/ سائلك عن شيء تخبرني به. قال: إن كان عندي منه علم أخبرتك. فقلت:
على أي نعمة من نعمه تحمده أم على أي فضيلة تشكره؟ قال: أ ليس ترى ما قد صنع بي؟ قلت: بلى. قال: فو اللَّه لو أن اللَّه عز و جل صبّ علي السماء نارا فأحرقتني، و أمر الجبال فدمرتني، و أمر البحار فغرّقتني، و أمر الأرض فخسفت بي، ما ازددت له إلا حبا