اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 56
الخطيب، أخبرنا عبد اللَّه بن يحيى [1] السكري قال: أخبرنا جعفر/ بن محمد بن أحمد بن الحكم قال: أخبرنا أبو محمد [2] الحسن بن علي المتوكل قال: أخبرنا أبو الحسن المدائني قال: قال أبو عمرو بن يزيد: احتضر سيبويه فوضع رأسه في حجر أخيه، فأغمي عليه فدمعت عين أخيه فأفاق فرآه يبكي فقال [3]:
فكنا جميعا فرق الدهر بيننا * * * إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا؟
توفي سيبويه في هذه السنة. و قيل: في التي قبلها.
قال أبو بكر الخطيب: و يقال ان سنة كانت اثنتين و ثلاثين سنة [4].
كانت طويلة الحزن، كثيرة البكاء، قدم أخ لها، فبشرت بقدومه، فبكت، فقيل لها هذا وقت بكاء؟ فقالت: ما أجد للسرور في قلبي مسكنا مع ذكر الآخرة، و لقد أذكرني قدومه يوم القدوم على اللَّه فمن بين مسرور و مثبور.
أخبرنا ابن ناصر بإسناد له عن محمد بن عبيد قال: دخلنا على امرأة بالبصرة يقال لها: عفيرة، فقيل لها: [يا عفيرة] [6]، ادعي اللَّه لنا. فقالت: لو خرس الخاطبون ما تكلمت عجوزكم، و لكن المحسن أمن المسيء بالدعاء، جعل اللَّه قراكم من بيتي في الجنة، و جعل الموت مني و منكم/ على بال.
975- مسلم بن خالد بن سعيد بن خرجة، أبو خالد. و يلقب: الزنجي.
كان فقيها، عابدا، يصوم الدهر.
توفي بمكة في هذه السنة، لكنه كان كثير الغلط و الخطأ في حديثه [7].