اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 45
و منذ خرج محمد بن [عبد اللَّه بن] [1] حسن بالمدينة لزم مالك بيته فلم يخرج حتى قتل محمد، و كان يجلس في منزله على ضجاع له و نمارق مطروحة يمنة و يسرة في سائر البيت لمن يأتيه من قريش و الأنصار، و كان مجلسه مجلس وقار و حلم، و كان نبيلا مهيبا لا يستفهم هيبة [2].
قال محمد بن سعد: و حدّثنا ابن أبي أويس قال اشتكى مالك أياما يسيرة [3]، فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت، فقال: تشهّد ثم قال: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ[4].
و توفي في صبيحة أربعة عشر من ربيع الأول سنة تسع و سبعين و مائة، في خلافة هارون، و صلى عليه و الي المدينة عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم، و دفن بالبقيع و هو ابن خمس و ثمانين سنة، و قيل: توفي في صفر من هذه السنة رضي اللَّه عنه [5].