اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 44
العلويّ قال: حدّثنا أبو علي الغطريف [1] قال: حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي [2]، حدّثنا نعيم بن حماد قال: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس من رجل ليس له كثير صلاة و لا صيام، إلا أن تكون له سريرة عند اللَّه [3]./
أخبرنا محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا ابن حيويه قال:
أخبرنا أبو أيوب الجلاب، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدّثنا محمد بن سعد قال: حدّثنا محمد بن عمر قال: لما دعي مالك و سور و سمع منه شنف الناس له و حسدوه، فلما ولي جعفر بن سليمان المدينة سعوا به إليه، و قالوا: إنه لا يرى أيمان بيعتكم بشيء، و هو يأخذ بحديث رواه عن ثابت عن الأحنف، في طلاق المكره أنه لا يجوز، فغضب جعفر بن سليمان [4]، فدعا بمالك، فاحتج عليه بما رقي إليه، ثم جرّده و مدّه و ضربه بالسياط، و مدت يده حتى انخلع كتفاه، و ارتكب منه أمر عظيم، فو اللَّه ما زال بمالك بعد ذلك من رفعة عند الناس، و كأنما [كانت] [5] تلك السياط حليّا حلي بها [6].
و كان يشهد الصلوات و الجنائز و الجمعة [7]، و يعود المرضى، و يجلس في المسجد، و يجتمع إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس في المسجد، و كان يصلي ثم ينصرف و ترك شهود الجنائز، و كان يأتي أهلها فيعزيهم، ثم ترك ذلك كله فلم يكن يشهد الصلوات في مسجد و لا الجمعة، و لا يأتي أحدا يعزيه، و احتمل الناس له ذلك،/ و مات على ذلك و ربما كلّم في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر يتكلم بعذره [8].