responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 209

وهب الفضل لطباخه مائة ألف درهم، فعاتبه أخوه في هذا، فقال: إن هذا صحبني و أنا لا أملك شيئا، و اجتهد في نصحي، و قد قال الشاعر:

إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا * * * من كان عاونهم في المنزل الخشن‌

[1] و وهب لبعض الأدباء عشرة آلاف دينار، فبكى الأديب، فقال: أ تبكي استقلالا لها؟ قال: لا و اللَّه، و لكن أسفا، كيف تواري الأرض مثلك [2].

و ولى الرشيد الفضل أعمالا جليلة. بخراسان و غيرها، فلما غضب على البرامكة و قتل جعفرا خلّد الفضل في الحبس مع أبيه يحيى، فلم يزالا محبوسين حتى ماتا في حبسهما [3].

مات يحيى سنة تسعين، و مات الفضل سنة اثنتين و تسعين، قبل موت الرشيد بشهور. و قيل: سنة ثلاث.

أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، حدّثنا محمد بن الحسين بن هشام، حدّثنا علي بن الجهم، عن أبيه قال: لما أصبحت ذات يوم و أنا في غاية الضيقة، ما أهتدي إلى دينار و لا درهم، و لا أملك إلا دابة أعجف، و خادما خلعا، فطلبت الخادم فلم أجده/، ثم جاء فقلت: أين كنت؟ فقال: كنت في احتيال شي‌ء لك، و علف لدابتك، فو اللَّه ما قدرت عليه. فقلت: أسرج لي دابتي. فأسرجه، فركبت، فلما صرت في سوق يحيى إذا أنا بموكب عظيم، و إذا الفضل بن يحيى، فلما بصرني قال: سر. فسرنا قليلا، و حجز بيني و بينه غلام يحمل طبقا على باب، يصيح بجارية، فوقف الفضل طويلا، ثم قال: سر. ثم قال: أ تدري ما سبب وقفتي؟ قلت: إن رأيت أن تعلمني. قال: كانت لأختي جارية، و كنت أحبها حبا شديدا، و استحي من أختي أن أطلبها منها، ففطنت أختي لذلك، فلما كان في هذا اليوم لبّستها و زيّنتها، و بعثت بها


[1] تاريخ بغداد 12/ 336.

[2] تاريخ بغداد 12/ 338.

[3] تاريخ بغداد 12/ 334.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست