كان من وجوه بني هاشم و سراتهم، و ولي إمارة البصرة، و خرج من بغداد يقصد الرشيد، و هو إذ ذاك بخراسان، فأدركه أجله بالدسكرة من طريق حلوان، فتوفي في هذه السنة.
أخو جعفر، ولد بالمدينة سنة سبع و أربعين و مائة، و أمه زبيدة بنت منين [4] بربرية، فأرضعته الخيزران، و أرضعت زبيدة أمه الرشيد أياما، فصارا رضيعين، و في ذلك يقول مروان بن أبي حفصة يمدحه:
كفى لك فضلا أن أفضل حرة * * * غذتك بثدي و الخليفة واحد
لقد زنت يحيى في المشاهد كلها * * * كما زان يحيى خالدا في المشاهد
[5] قال مؤلف الكتاب رحمه اللَّه: كان الفضل أجود من أخيه جعفر،/ و أندى راحة، إلا أنه كان فيه كبر شديد، و كان جعفر أطلق وجها، و أظهر بشرا، و كان الناس يؤثرون لقاء جعفر على لقاء الفضل.