responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 207

أبي، حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، حدّثنا عبد اللَّه بن الربيع قال: قال هارون الرشيد في الليل بيتا و أراد أن يشفعه بآخر فامتنع القول عليه، فقال: عليّ بالعباس بن الأحنف، فلما طرق ذعر و فزع أهله، فلما وقف بين يدي الرشيد/ قال: وجّهت إليك لبيت قلته، و رمت أن أشفعه بمثله فامتنع القول عليّ. فقال: يا أمير المؤمنين، دعني حتى ترجع إليّ نفسي، فإنّي تركت عيالي على حال من القلق عظيمة، و نالني من الخوف ما يتجاوز الحد و الوصف. فانتظر هنية، ثم أنشده:

جنان قد رأيناها * * * و لم نر مثلها بشرا

فقال العباس:

يزيدك وجهها حسنا * * * إذا ما زدته نظرا

فقال له الرشيد: زدني.

فقال العباس:

إذا ما الليل مال عليك‌ * * * بالظلماء [1] و اعتكرا

و دجّ فلم تر قمرا * * * فأبرزها ترى القمرا

فقال له الرشيد: قد ذعرناك و أفزعنا عيالك، و أقل الواجب أن نعطيك دينك فأمر له بعشرة آلاف درهم، و صرفه [2].

أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزهري، حدّثنا محمد بن القاسم الشطوي، حدّثنا أحمد بن عبيد قال: سمعت الأصمعي يقول:

بينا أنا قاعد يوما في مجلس بالبصرة، فإذا أنا بغلام أحسن الناس وجها و ثوبا، واقف على رأسي، فقال: إن مولاي يريد أن يوصي إليك، فأخذ بيدي حتى أخرجني إلى الصحراء، فإذا بالعباس بن الأحنف ملقى على فراشه، و إذا هو يجود بنفسه و هو يقول:

يا بعيد الدار عن وطنه‌ * * * مفردا يبكي على شجنه‌

كلما جد النجيب [3] به‌ * * * زادت [4] الأسقام في بدنه‌


[1] في تاريخ بغداد «بالأظلام»

[2] تاريخ بغداد 12/ 131.

[3] في تاريخ بغداد: «النجباء».

[4] في تاريخ بغداد: «دارت».

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست