responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 203

سمع الأعمش، و أبا إسحاق الشيبانيّ، و ابن جريج [1]، و مالك بن أنس، و شعبة، و سفيان الثوري. و روى عنه: ابن المبارك/، و أحمد بن حنبل، و يحيى، و غيرهم.

و أقدمه الرشيد إلى بغداد ليوليه قضاء الكوفة، فامتنع و عاد إلى الكوفة، و أقام بها إلى أن مات في هذه السنة. و كان ثقة عالما زاهدا ورعا، و كان أحمد بن حنبل يقول فيه: نسيج وحده [2].

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين النهرواني، حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا ابن مخلد، حدّثنا حماد بن المؤمل الكلبي قال: حدّثني شيخ على باب بعض المحدثين قال: سألت وكيعا عن مقدمه هو و ابن إدريس و حفص على الرشيد فقال لي: ما سألني عن هذا أحد قبلك، قدمنا على هارون فأقعدنا بين السريرين فكان [3] أول من دعا [4] به أنا، فقال:

أهل بلدك طلبوا مني قاضيا، و سمّوك لي فيمن سمّوا، و قد رأيت أن أشركك في أمانتي، و صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك أيها الرجل و امض. فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير، و إحدى عيني ذاهبة، و الأخرى ضعيفة. فقال هارون: اللَّهمّ غفرا خذ عهدك أيها الرجل و امض. فقلت: يا أمير المؤمنين، و اللَّه إن كنت صادقا إنه لينبغي أن تقبل مني، و لئن [5] كنت كاذبا فما ينبغي أن تولي القضاء كذابا. فقال:

اخرج. فخرجت، و دخل ابن إدريس، و كان هارون قد وسم له من ابن إدريس وسم-/ يعني خشونة جانبه- فدخل، فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك، و ما سمعناه يسلم إلا سلاما خفيا، فقال له هارون: أ تدري لم دعوتك؟ فقال له: لا. قال:

إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا، و إنهم سمّوك لي فيمن سمّوا، و قد رأيت أن أشركك في أمانتي، و أدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك و امض. فقال له‌


[1]» ابن جريج» تكررت في الأصل.

[2] تاريخ بغداد 9/ 416.

[3] في الأصل: «و كان».

[4] في تاريخ بغداد: «ما دعا».

[5] في الأصل: «و إن».

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست