اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 163
حصنين، و عاد الرشيد إلى بغداد، فدخلها لليلتين بقيتا من ذي الحجة، و قال: و اللَّه إني لأطوي [1] مدينة ما وضعت مدينة بشرق و لا غرب [2]، و ما رأيت مدينة أيمن منها و لا أيسر، و إنها لوطني و وطن آبائي، و دار مملكة بني العباس ما بقوا، و ما رأى أحد من آبائي سوءا و لا نكبة/ و لا شرا، و لنعم الدار هي، و لكني أريد المناخ على ناحيتها أهل الشقاق و النفاق و البغض لأئمة الهدى، و لو لا ذلك ما فارقت بغداد ما حييت، و لا خرجت عنها أبدا [3].
و في هذه السنة: كان الفداء [4] بين المسلمين و الروم، فلم يبق بأرض الروم مسلم إلا فودي به. فقال مؤمل بن جميل [5] بن يحيى بن أبي حفصة ابن عم مروان بن أبي حفصة، من قصيدة:
و فكّت بك الأسرى التي شيّدت لها * * * محابس ما فيها حميم يزورها
على حين أعيا المسلمين فكاكها * * * و قالوا: سجون المشركين قبورها