اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 162
يصلح ما أفسد ذلك [1] الفاسق و يرتق ما فتق. فأشار عليه بيزيد بن مزيد، فلم يقبل.
و كان قد قيل للرشيد ان علي بن عيسى قد أجمع على خلافك، فشخص إلى الري من أجل ذلك عند منصرفه [2] من مكة، فعسكر بالنهروان لثلاث عشرة بقيت من جمادى الأولى و معه ابناه: المأمون و القاسم، فلما صار بقرميسين أشخص إليه جماعة من القضاة/ و غيرهم، و أشهدهم عليه [3] أن جميع ماله في عسكره ذلك من الأموال و الخزائن و السلاح و الكراع، و ما سوى ذلك للمأمون، و أنه ليس له فيه قليل و لا كثير، و جدد البيعة له على من كان معه، و وجّه هرثمة بن أعين صاحب حرسه إلى بغداد، فأخذ البيعة [4] على الأمين، ثم مضى الرشيد عند انصراف هرثمة إلى الري، و أقام بها نحوا من أربعة أشهر حتى قدم عليه علي بن عيسى من خراسان بالأموال، و الهدايا، و الطّرف، و المتاع، و المسك، و الجوهر، و آنية الذهب و الفضة، و السلاح، و الدواب، و أهدى بعد ذلك إلى جميع من كان معه من أهل بيته و خدمه على طبقاتهم، فرأى منه خلاف ما كان ظن به، و غير ما كان يقال عنه، فرضي عنه، و ردّه إلى خراسان، فخرج و هو مشيع له.
و قدم خزيمة بن خازم على الرشيد الري، فأهدى له هدايا كثيرة [5].
و في هذه السنة [6]: قدم سعيد الجرشي [7] بأربعمائة رجل من طبرستان، فأسلموا على يد الرشيد [8].
و فيها: ولى الرشيد عبد اللَّه بن مالك طبرستان، و الريّ، و الرّويان [9]، و دنباوند، و قومس، و همدان. و ولى عيسى بن جعفر بن سليمان عمان، فقطع البحر فافتتح