اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 280
ولد سنة خمس و سبعين، و حدّث عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، و سالم، و الزهري، و مكحول [1].
روى عنه: الوليد بن مسلم و شبابة، و كان ثقة.
توفي في هذه السنة.
894- روّاد العجليّ.
عاهد اللَّه سبحانه أن لا يضحك حتى يراه.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار قال:
أخبرنا علي بن أحمد الملطي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدّثنا ابن صفوان قال: حدّثنا أبو بكر القرشي قال: حدّثني محمد بن الحسين قال: حدّثنا عمر بن حفص قال: حدّثني سكين بن مسكين قال: كانت بيننا و بين روّاد قرابة، فسألت أختا له كانت أصغر منه؟ كيف كان ليله؟ قالت: يبكي عامة الليل و يصرخ. قلت: فما كان طعامه؟ قالت: قرصا من أول الليل و قرصا في آخره عند السحر، قلت: فتحفظين من دعائه شيئا. قالت: نعم، كان إذا كان السحر أو قريب من طلوع الفجر سجد، ثم 126/ ب بكى، ثم قال: مولاي عبدك يحب الاتصال بطاعتك فأعنه عليها/ بتوفيقك. مولاي عبدك يحب اجتناب خطيئتك فأعنه على ذلك بمنّك. مولاي عبدك عظيم الرجاء لخيرك فلا تقطع رجاءه يوم يفرح بخيرك الفائزون.
قالت: فلا يزال على هذا و نحوه حتى يصبح، قالت: و كان قد كلّ من الاجتهاد جدا و تغيّر لونه. قال سكين: فلما مات روّاد و حمل إلى حفرته نزلوا ليدلوه في حفرته فإذا اللحد مفروش بالريحان، و أخذ بعض القوم من ذلك الريحان شيئا فمكث سبعين يوما طريا لا يتغير، يغدوا الناس و يروحون و ينظرون إليه، قال فكثر الناس في ذلك حتى خاف الأمير أن يفتتن الناس فأرسل إلى الرجل، فأخذ ذلك الريحان و فرق الناس، و فقده الأمير من منزله لا يدري كيف ذهب.