اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 252
أبا مسلم ما غير اللَّه نعمة * * * على عبده حتى يغيرها العبد
و أنشدها المنصور في محفل من الناس فقال: له عشرة آلاف درهم، فأمر له بها، فلما خلا به قال له: أما و اللَّه لو تعديتها لقتلتك.
و قد قيل إنه بقي إلى خلافة/ الرشيد و لا يثبت. و كان مطبوعا كثير النوادر.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد قال: سمعت ثعلبا يقول: لما ماتت حمادة بنت عيسى امرأة المنصور، وقف المنصور و الناس معه على حفرتها ينتظرون مجيء الجنازة و أبو دلامة، فأقبل عليه المنصور فقال: يا أبا دلامة ما أعددت لهذا المصرع؟ قال: حمادة بنت عيسى يا أمير المؤمنين، فأضحك القوم [1].
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: حدّثنا محمد بن العباس قال: حدّثنا ابن دريد قال: حدّثنا ابن أخي الأصمعي قال: سمعت الأصمعي يقول: أمر المنصور أبا دلامة بالخروج نحو عبد اللَّه بن علي فقال له أبو دلامة: نشدتك اللَّه يا أمير المؤمنين أن تحضرني شيئا من عساكرك، فإنّي شهدت تسعة عساكر انهزمت كلها، و أخاف أن يكون عسكرك العاشر.
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن علي بن مخلد قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عمران قال: حدّثنا تمام بن المنتصر قال: حدّثنا أبو العيناء قال: أخبرني العتابي قال: دخل أبو دلامة على المهدي فطلب كلبا فأعطاه، ثم قائده فأعطاه، ثم دابة، ثم جارية تطبخ الصيد، فأعطاه قال: من يعولها، أقطعني ضيعة أعيش فيها و عيالي. قال: قد أقطعك أمير المؤمنين مائة جريب من العامر، و مائة من الغامر قال: و ما الغامر؟ قال: الخراب الّذي لا ينبت، قال أبو دلامة: قد أقطعت أمير المؤمنين خمسمائة جريب من الغامر أرض بني أسد، قال: فهل بقيت لك من حاجة، قال: نعم. قال: تأذن لي أن أقبّل يدك، قال: ما إلى ذلك سبيل.