responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 161

أخبرنا عبد الرحمن، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، قال: أخبرنا المعافى بن زكريا، قال: حدّثنا عمر بن الحسن بن علي الشيبانيّ، قال: حدّثنا محمد بن يزيد النحويّ، قال: حدّثنا قعنب [1]، قال: قال سعيد بن سلم [2]:

لما ولى المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة، فلما صاروا ببابه و استأذنوا عليه فدخل الاذن، فقال: أصلح اللَّه الأمير، بالباب وفد من أهل العراق، قال: من أي العراق؟ قال: من الكوفة، قال ائذن لهم، فدخلوا عليه، فنظر إليهم معن في هيئة زرية، فوثب على أريكته و أنشأ يقول:

إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم‌ * * * مرمّتها فالدهر بالناس قلّب‌

فأحسن ثوبيك الّذي هو لابس‌ * * * و أفره مهريك الّذي هو يركب‌

و بادر بمعروف إذا كنت قادرا * * * زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب‌

قال: فوثب إليه رجل من القوم، فقال: أصلح اللَّه الأمير، ألا أنشدك أحسن من هذا؟ قال: لمن؟ قال: لابن عمك ابن هرمة، قال: هات، فأنشأ و جعل يقول:

و للنفس تارات تحل بها العرى‌ * * * و تسخو عن المال النفوس الشحائح‌

إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه‌ * * * أقل إذا ضمت عليك الصفائح‌

لأية حال يمنع المرء ماله‌ * * * غدا فغدا و الموت غاد و رائح‌

فقال معن: أحسنت و اللّه و إن كان الشعر لغيرك، يا غلام أعطهم أربعة آلاف يستعينوا بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد، فقال الغلام: يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم؟ فقال معن: و اللَّه لا تكون همتك أرفع من همتي، صفرها لهم قال المعافي: و حدّثنا يزداد بن عبد الرحمن الكاتب، قال: حدّثنا/ أبو موسى 75/ أ عيسى بن إسماعيل البصري، قال: حدّثني العتبي، قال [3]:

قدم معن بن زائدة بغداد فأتاه الناس و أتاه ابن أبي حفصة، فإذا المجلس غاص بأهله، فأخذ بعضادتي الباب فقال:


[1] في الأصول: «معتب» و التصحيح من تاريخ بغداد.

[2] الخبر في تاريخ بغداد 13/ 236.

[3] الخبر في تاريخ بغداد 13/ 238.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست