responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 147

في هذا رأي، إن أنا أظهرته لك فسد، و إن تركتني أمضيه صلحت لك خلافتك و هابك جندك، فقال: أ فتمضي [1] في خلافتي بشي‌ء لا تعلمني ما هو؟ فقال له: إن كنت عندك متهما على دولتك فلا تشاورني، و إن كنت مأمونا عليها فدعني أمضي رأيي قال: فقال له المنصور: أمضه، قال: فانصرف قثم إلى منزله فدعا غلاما له فقال: إذا كان غدا فتقدمني فاجلس في دار أمير المؤمنين، فإذا رأيتني قد دخلت و توسطت أصحاب المراتب، فخذ بعنان بغلتي و استوقفني و استحلفني بحق رسول اللَّه [( صلّى اللَّه عليه و سلّم )‌] [2] و بحق العباس، و بحق أمير المؤمنين لما وقفت لك و سمعت مسألتك و أجبتك عنها، فإنّي سأنتهرك و أغلظ لك فلا يهولنّك ذلك مني، و عاودني بالقول و المسألة، فإنّي سأضربك بالسوط، فلا يشق عليك ذلك، و قل: أي الحيّين أشرف؟ أهل اليمن أو مضر؟ فإذا أجبتك فخلّ عنان بغلتي و أنت حرّ، فغدا الغلام فجلس حيث أمره،/ فلما جاء فعل ما 69/ أ أمره به [3] إلى أن قال: أي الحيين أشرف أهل اليمن أو مضر؟ فقال له قثم: مضر، منها رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم )، و فيها كتاب اللَّه عز و جل، و فيها بيت اللَّه، و منها [4] خليفة اللَّه. قال:

فامتعضت أهل [5] اليمن إذ لم يذكر لها شيئا من شرفها فقال قائل من قواد أهل اليمن لغلامه: قم فخذ بعنان بغلة الشيخ فاكبحها كبحا عنيفا تطأ من به، ففعل الغلام حتى كاد يقعيها على عراقيبها، فامتعضت [من ذلك مضر] و قالت: أ يفعل هذا بشيخنا و أمر رجل منهم غلامه فقال: اقطع يد العبد، فقام ذلك إلى غلام اليماني فقطع يده، فتفرق الحيّان، و صرف قثم بغلته، فدخل على أبي جعفر، و افترق الجند، و صارت مضر فرقة، و اليمن فرقة، و ربيعة فرقة، و الخراسانية فرقة، فقال قثم لأبي جعفر: قد فرقت بين جندك و جعلتهم أحزابا، كل حزب منهم يخاف أن يحدث [6] عليك حدثا، فتضربه بالحزب الآخر، و قد بقي عليك في التدبير بقية، قال: و ما هي؟ قال: اعبر بابنك، فابن له من ذلك الجانب قصرا و حول معه من جيشك قوما فيصير ذلك بلدا و هذا بلدا، فإن‌


[1] في ت: «اقض».

[2] «أهل اليمن» ساقطة من ت.

[3] «فلما جاء فصل ما أمره به».

[4] في الأصل: «و فيها»، و ما أوردناه من ت و الطبري.

[5] «فامتعضت أهل» ساقط من ت.

[6] في الأصل: «يخافك إن حدث» و ما أوردناه من ت.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست