مثلا قوّة النواة قد صارت عين النواة ; بحيث ليس هنا إلاّ فعلية النواة . نعم بما أنّ في هذه النواة قوّة الشجر ـ حقيقةً ـ يكون التركيب بين قوّة الشجر وبين صورة النواة انضمامياً ، وهما بهذا المعنى بشرط لا ، لايحمل أحدهما على الاُخرى إلاّ بوجه مسامحي لدى العقل الدقيق ، كما أنّ الصور المتدرجة في الكمال إذا صارت واقفة لحدّ تكون بشرط لا بالنسبة إلى الحدود الاُخر واقعاً والمفهوم المأخوذ منها بشرط لا بالنسبة إليها ; وإن كانت لا بشرط بالنسبة إلى المصاديق .
فالشجر هو النبات الواقف ; أي بشرط لا ، والنامي هو الحقيقة المتدرّجة في الكمال ; أي اللابشرط ، والتفصيل موكول إلى محلّه[ 1 ] .
فتحصّل ممّا مرّ : أنّ اللابشرطية وبشرط اللائية ليستا جزافيتين تابعتين لاعتبار المعتبر . فحينئذ نقول : لا يمكن أن تكون الهيئة لإخراج المادّة إلى اللابشرطية إلاّ أن تكون حاكية لحيثية بها صار المشتقّ قابلا للحمل ; فإنّ نفس الحدث غير قابل له ، ولم يكن متّحداً في نفس الأمر مع الذات ، فقابلية الحمل تابعة لحيثية زائدة على الحدث المدلول عليه بالمادّة . فظهر أنّ لمادّة المشتقّات معنى ولهيئتها معنى آخر به صار مستحقّاً للحمل ، وهذا عين التركيب الانحلالي .
الثالث ـ وهو الموافق للتحقيق والارتكاز العرفي والاعتبار العقلائي ـ هو أنّ لفظ المشتقّ الاسمي القابل للحمل على الذوات ـ كأسماء الفاعل والمفعول والزمان والمكان والآلة ـ موضوع لأمر وحداني مفهوماً ، قابل للانحلال إلى معنون مبهم
[1] الحكمة المتعالية 2 : 16 ـ 44 و 5 : 282 ـ 305 .