منها وجوب مقدمات الصلاة و غيرها , لان
البحث عن وجود الملازمة ليس لاجل الاطلاع على حقيقة من الحقائق حتى يصير البحث
فلسفيا بل لانها مما ينظر بها الى مسائل و فروع هى المنظور فيها , و لا نعنى من
الاصولية غير هذا .
و ما عن بعض الاكابر (1) (( ادام الله
اظلاله )) من ان المسألة من مبادى الاحكام و ان كان البحث عن وجود الملازمة , لان
موضوع الاصول هو الحجة فى الفقه , و الشى انما يكون مسألة اصولية اذا كان البحث
فيها بحثا عن عوارض موضوع علمه , و لكن البحث عن وجود الملازمات ليس بحثا عن عوارض
الحجة فى الفقه بخلاف البحث عن حجية الخبر الواحد و غيره (( غير تام )) لما تقدم
من بطلان وجوب وجود موضوع فى العلوم حتى الفقه و اصوله و الفلسفة كما انه لا يحتاج
ان يكون البحث عن العوارض الذاتية باى معنى فسرت على انه لو سلمنا لزوم وجود
الموضوع فى العلوم , و ان موضوع علم الاصول هو الحجة فى الفقه يمكن ان يقال ان
البحث عن وجوب المقدمة , بحث عن عوارض ذاك الموضوع , لابما انه عرض خارجى , بل بما
انه عرض تحليلى و بذلك ينسلك اكثر ما يبحث عنه فى هذا العلم فى عداد مسائله و
اوضحناه بما لا مزيد عليه فى مبحث حجية اخبار الاحاد . (2)
[1]السيد
المحقق البروجردى و كل ما اطلق هذا فالمراد هو مد ظله.
[2]اشارة
الى ما ذكره ( دام ظله ) فى الدورة السابقة فى ذلك المبحث و ملخص ما افاده هناك :
هو ان الاعراض الذاتية التى يبحث فى العلم عنها اعم منالاعراض الخارجية و الاعراض
التحليلية الا ترى ان موضوع علم الفلسفة هو الوجود بما هو موجود و مباحثه هى
تعيناته التى هى المهيات و ليس نسبة المهيات الى الوجود نسبة العرض الخارجى الى
الموضوع بل العرضية و المعروضية انما هى لاجل تحليل من العقل فان المهيات بحسب
الواقع تعينات الوجود و متحدات معه و من عوارضها التحليلية فان قيل الوجود عارض
المهية ذهنا صحيح , و ان قيل المهية عارض الوجود فانها تعينه , صحيح .
اذا عرفت
ذلك فاعلم ان موضوع علم الاصول هو الحجة فى الفقه فان الفقيه لما رأى احتياجه فى
الفقه الى الحجة توجه اليها و جعلها وجهة نفسه و تفحص عن تعيناتها التى هى الاعراض
الذاتية التحليلية لها المصطلحة فى باب الكليات الخمس فالحجة بما هى حجة موضوع
بحثه و علمه و تعيناتها التى هى الخبر الواحد و الظواهر و الاستصحاب و سائر
المسائل الاصولية من العوارض الذاتية لها بالمعنى الذى ذكرنا فعلى <