اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 576
لمصلحة فى الترك ( والمحقق الخراسانى الذى
ذهب الى الجواب المزبور تكلم هنا على مبناه فى حقيقة النهى و قد مر عدم تمامية
مبناه ) فان النهى عن صوم عاشوراء ليس من باب ان فى تركه مصلحة بل من باب وجود
منقصة فيه من باب انطباق عنوان التشبه بينى امية عليه .
ثالثا : ان القسم الثالث ( و هو ما اذا تعلق
النهى بعنوان آخر ) خارج فى الحقيقة عن العبادات المكروهة لان العبادة المكروهة ما
تعلق النهى فيها بذات العبادة لابعنوان آخر .
وبالجملة ان المختار فى مقام الجواب عن
النقض بالعبادات المكروهة ان يقال ان النهى فيها مطلقا يكون ارشادا الى كون العمل
اقل ثوابا من سائر الافراد ولكنه ببيان آخر , و هو انه يوجد فى العبادات المكروهة
عنوانان انطبقا على محل واحد ولكن احدهما يكون واجدا للمصلحة والاخر واجد للمفسدة
( لا ان فى تركه مصلحة ) والمصلحة الموجودة فى الاول تكون اقوى من المفسدة
الموجودة فى الثانى ولا اشكال فى ان ذا المصلحة يصير بعد الكسر والانكسار اقل
ثوابا من سائر الافراد , وقدمر الجواب آنفا عن اشكال ترك الائمة صيام عاشوراء
دائما فلا نعيده , و اما الجواب بان اصل صحة الصيام فى يوم عاشوراء محل ترديد و
كلام فلا يعبابه لان ظاهر الادلة صحته كما حكى عن المشهور .
ثم ان هذا كله بناء على اعتبار ترتب الثواب
فى معنى العبادة , و اما بناء على ما مر فى مبحث التعبدى والتوصلى من ان العبادة
امر اعتبارى اعتبرت للخضوع والتذلل فى مقابل المولى وليس فى ذاتها و حقيقتها ان
تكون مقربة الى المولى و ان يترتب عليها الثواب بل انها ايضا تنقسم الى اقسام خمسة
فبعض اقسامها حرام كصيام يوم الضحى و بعض اقسامها واجب كصيام رمضان , وقسم ثالث
منها مستحب كصيام شعبان و رجب , و قسم رابع منها مكروه وهو صيام يوم عاشوراء و
هكذا اذا قلنا بهذا انحل الاشكال من الاساس لانه لايترتب على صوم عاشوراء ثواب حتى
يقال بانه ينافى كراهته .
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 576