اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 20
الثالث : سلمنا جريانها فى الواحد الاعتبارى
ايضا لكنا لانسلم جريانها فيما يتركب من الامور الوجودية والعدمية , او من
الوجوديات التى يكون كل واحد منها داخلا فى احدى المقولات التسع العرضية التى هى
من الاجناس العالية , وليس فوقها جنس , و ذلك لعدم امكان تصوير جامع بين الوجود
والعدم و بين الاجناس العالية .
مثال القسم الاول علم الفقه ( الذى يعد غاية
لعلم الاصول ) حيث ان بعض موضوعات مسائله وجودى كالصلاة و بعضها عدمى كالصوم , و
مثال القسم الثانى الصلاة التى تتركب من مقولة الوضع و مقولة الكيف المسموع و هكذا . . .
الرابع : انه لايحصل الغرض فى كل علم من
خصوص موضوعات مسائله , بل يحصل من النسبة الموجودة بين الموضوع والمحمول , مثلا
الغرض من علم الفقه الذى هو عبارة عن العلم باحكام الصلاة والصوم و غيرهما لايحصل
من موضوع[ ( الصلاة]( او[( الصوم]( حتى نستكشف من وحدة النتيجة وحدة الموضوع , بل
انها تحصل من النسبة القائمة بين الموضوع والمحمول فى قولنا[ ( الصلاة واجبة]( ,
> بترتبها
على تلك الامور الاعتبارية من ناحية الشارع او العقلاء فى الحال او المستقبل , و
حينئذ الباعث لحدوث امر تكوينى فى الخارج فى الحقيقة هو امر تكوينى سابق عليه
لاالاعتبار الذهنى .
اذا عرفت
هذا كله فنقول : ان من اقسام الامور الاعتبارية التشريعيات التى منها مسائل الفقه
( او الحقوق ) و هكذا اصول الفقه فلا سبيل اليها للقواعد المنطقية والفلسفية
الجارية فى خصوص الحقايق الخارجية كقاعدة الواحد او احكام العرض والمعروض ( بان
يقال : الصلاة مثلا معروض والوجوب عرض ) او استحالة اجتماع الضدين ( بان يقال مثلا
: اجتماع الامر والنهى محال لاستحالة اجتماع الضدين ) .
نعم
اجتماع الضدين واشباهه باطل فى الامور الاعتبارية لكن لامن جهة الاستحالة بل من
باب كون اعتبارها لغوا , واللغوية شيىء والاستحالة شيىء آخر .
والانصاف
ان الخلط بين المسائل الاعتبارية والامور الحقيقية وادخال الثانية فى الاولى اورد
ضربة شديدة على مسائل علم الاصول بل مسائل الفقه ايضا , كما ان ادخال الاولى فى
الثانية وتصورانه لاحقيقة مطلقة فى الخارج بل جميع الامور حقايق نسبية ( كما توهمه
النسبيون من الفلاسفه الماديين ) اوجب اختلالا عظيما فى مسائل الفلسفة .
وبالجملة
ان قاعدة الواحد لاربط لها بالعلوم الاعتبارية التى منها علم الاصول بل لادخل لها
حتى فى العلوم الحقيقية كعلم الطب لان وحدة مسائل كل علم امر اعتبارى و ان كانت
موضوعات مسائلها امورا واقعية خارجية .
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 20