اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 165
ثم ان المحقق العراقى و كذلك بعض الاعلام فى
المحاضرات تبعا المحقق الخراسانى فى عدم دخل الزمان فى معنى الفعل , اما فى
المحاضرات فلا نجد فيه بيانا اكثر مما افاده , و اما المحقق العراقى فقال ( مضافا
الى بيان المحقق الخراسانى المذكور ) ان للفعل هيئة و مادة , والزمان لايستفاد من
المادة لكونها اسما والاسم لايدل على الزمان , و كذلك لايستفاد من الهيئة لكونها
من المعانى الحرفية والمعنى الحرفى لايدل على الزمان و بعبارة اخرى : ان دخل
الزمان فى الفعل اما يكون على نهج الجزئية او يكون على نحو الشرطية او على نحو
الحصة التوأمة , اما عدم كونه جزئا فلما مرآنفا , واما الاخيرتان فللزوم المجاز فى
افعال الله تعالى ونفس الزمان [1] . ( انتهى ملخص كلامه ) .
والجواب عنه : انا نختار من الصور الثلاثة
الصورة الثانية وهى الشرطية و نقول ان المادة تدل على المبدء , واما الهيئة فانها
تحكى عن النسبة المقيدة بزمان الماضى او الحال او الاستقبال بحيث يكون القيد خارجا
والتقيد داخلا , والجواب عن الافعال المسندة الى الله تعالى هو ما مرفى الجواب عن
كلام المحقق الخراسانى بعينه , مضافا الى مامر سابقا من انه لامعنى محصل للحصة
التوأمة فان الاهمال فى مقام الثبوت غير ممكن فالمعنى اما مقيد او مطلق ولاثالث له .
بقى هنا شيئى : وهو ان افعال الله تعالى على
قسمين : قسم يرجع الى صفات الذات فيكون خالية عن الزمان نحو[ ( كان الله]( او[ (
علم الله]( و قسم يرجع الى صفات الفعل فيكون الزمان داخلا فيها قطعا نحو[ ( انا
فتحنا لك فتحا مبينا]( او[ ( رزقنى الله ولدا فى يوم كذا]( فاخذ الزمان فيهما
باعتبار وقوع الفتح فى السنة السادسة من الهجرة مثلا و وقوع التولد فى يوم كذا ,
وكلاهما من الزمانيات فقد اخذهنا باعتبارهما لاباعتبار ذاته واكثر افعال الله
تعالى من هذاالقسم , والنتيجة ان الالتزام بدخالة الزمان فى ما وضع له الفعل
لايستلزم كثرة المجاز فى الافعال المنسوبة الى
[1]راجع
بدايع الافكار : ج 1 , ص 159 و نهاية الافكارج 1 , ص 127 126 ( طبع جماعة المدرسين
) .
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 165