اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 164
وبالجملة لايمكن الفرار من ارتكاب المجاز
على كل حال ( اما على نحو المجاز المصطلح او على نحو التجريد ) فى الالفاظ
المستعملة فى ذات البارى تعالى ولاتصلح الاجوبة المذكورة لحل المشكلة .
ثالثا : ان ماذكره من عدم تصور جامع بين
الحال والمستقبل ففيه : انه يمكن ان يقال ان الجامع بينهما هو[ ( كل زمان كان بين
الحدين]( اى حد الان الى اللابد فيصير المضارع مشتركا معنويا .
وان ابيت عن ذلك و قلت ان عدم استعمال
المضارع فى هذا الجامع ولو لمرة واحدة يكشف عن عدم وضعه له نختار كونه مشتركا
لفظيا ولانأبى عن ذلك .
مضافا الى ان استعمال المضارع فى مابين
الحدين المذكورين اى القدر الجامع ليس بقليل كما فى مبحث الاوامر , يقال[ : ( تعيد
او تقضى صلوتك]( والمطلوب اعم من الحال والاستقبال .
وبالجملة اما ان نلتزم بكون المضارع مشتركا
معنويا , و هذا فرع جواز استعماله فى القدر الجامع كما هوالحق , اونقول بكونه
مشتركا لفظيا ولا بأس به ايضا .
رابعا : انه قال بأن استعمال الماضى فى
غيرالماضى الحقيقى واستعمال المضارع فى غيرالمضارع الحقيقى كاشف عن عدم كون الزمان
جزء لهما , وفيه : ان الموضوع له فى كل واحد منهما هو الاعم من الحقيقى والنسبى (
اى بالمقايسة الى فعل آخر كما فى الامثلة السابقه ) لاخصوص الحقيقى .
خامسا : ان تبديل الزمان الماضى والزمان
المضارع بعنوان التحقق والترقب لايكون شيئا اكثر من التلاعب بالالفاظ وتغيير فى
الكلمات ولا تحل به المشكلة لان عنوان التحقق يستلزم الزمان الماضى و عنوان الترقب
يستلزم الزمان المضارع , مضافا الى ان المضارع قد يكون للحال فلا يكون فيه ترقب بل
الموجود هو التحقق .
سادسا : ان قياس الماضى والمضارع بالامر
والنهى قياس مع الفارق لان الاولين من باب الخير , والاخيرين من باب الانشائيات ,
والمحتاج الى التحقق فى زمان من الازمنة هوالخبر ( لانه اخبار عن التحقق الخارجى
الواقع فى احدالازمنة ) لاالانشاء .
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 164