responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 244

المختار فى حل مشكلة الارادة على مذهب الاختيار

الحق فى المسئلة ان يقال : ان هناك امرين :

1 صفة الاختيار وقوته التى تكون ذاتية للانسان , و مقتضى هذه الصفة هى تسوية نفس الانسان بالنسبة الى افعاله بحيث ان شاء فعل و ان شاءترك .

2 الاختيار الفعلى وهو نفس الارادة والانتخاب فى الخارج والتصدى للعمل .

فانه بعد تصور الانسان لفعل و تصديق الفائدة فيه و حصول الشوق المؤكد له ترد صفة الاختيار فى ميدان العمل و تنخب الفعل او الترك , و ان شئت قلت : ترد النفس فى ميدان العمل بصفة الاختيار وقوته التى تكون من شؤونها وذاتياتها فتريد الفعل او الترك و تنتخب احدهما .

ولازم هذا ان تكون الارادة نفس الاختيار , ولكن الاختيار الفعلى لاصفة الاختيار اى الاختيار بالقوة .

توضح ذلك : ان الانسان يكون بفطرته و ذاته طالبا للمنفعة و دافعا للضرر , اى من غرائزه الفطرية الجبلية غريزة طلب المنفعة ودفع الضرر , و بمقتضى هذه الغريزة اذا لاحظ شيئا والتفت الى منفعة او ضرر , اى اذا تصور احدهما وصدقه يحصل فى نفسه شوق الى تحصيل المنفعة او دفع الضرر , و مع ذلك يرى نفسه قادرا على الجلب و عدمه , او على الدفع و عدمه , و ان له ان يتحرك و يجلب المنفعة او يدفع الضرر , وله ان يجلس و يتحمل الضرر او يحرم عن المنفعة و يشترى المذمة والملامة على نفسه , فاذا اختار الفعل وانتخبه واراده و رجحه على الترك تتحرك عضلاته نحو العمل فيفعله و يحققه فى الخارج .

وبهذا يظهر ان التصور والتصديق والشوق كثيرا ما تكون جبرية غير اختيارية فان التصور كثيرا ما يحصل للانسان جبرا بمعونة حواسه و ادراكاته , و يترتب عليه التصديق فيكون التصديق ايضا جبريا غالبا و يترتب على التصديق الشوق او الكراهة

اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست