responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 245

بمقتضى غريزة جبرية و هى غريزة جلب المنفعة ودفع الضرر .

ثم تصل النوبة بعد هذه الى اعمال النفس و اختيارها وارادتها بمقتضى سلطانه الذاتى وقوة الاختيار وقدرة الانتخاب التى جعلها الله تعالى لذاتها فلها ان تختار وتنتخب , و لها ان لاتختار ولا تنتخب .

ثم اذا اختارت وانتخبت تصل النوبة الى حركة العضلات نحو العمل , والارادة عين هذا الاختيار الفعلى والانتخاب الخارجى , هذا اولا .

وثانيا : ظهر ان الارادة ليست فى طول الشوق المؤكد بلا تخلل شىء , بل صفة الاختيار متخللة بينهما والشاهد على ذلك ان الانسان كثيرا ما يتصور شيئا ذا المنفعة والفائدة ويصدق فائدتها و يشتاق اليه , ولكن مع ذلك لايتصدى له فى الخارج ولا تترشح من النفس ارادة العمل لما يكون لها من صفة الاختيار وقوته , و حينئذ نشاهد تخلل صفة الاختيار بين الشوق والارادة .

وبهذا تنحل مشكلة عدم اختيارية الارادة , فانه اذا كانت الارادة عبارة عن الاختيار الخارجى الفعلى والتصدى فى الخارج بمقتضى صفة الاختيار الذاتية للانسان كانت ارادية واراديتها انما تكون بذاتها لابقوة اختيارية اخرى حتى يتسلسل .

و ان شئت قلت : ان ارادية كل فعل انما هى بالارادة , وارادية الارادة انما هى بصفة الاختيار الكامنة فى النفس وارادية صفة الاختيار و اختياريتها انما هى بذاتها فان كل ما بالعرض ينتهى الى ما بالذات , و ذلك مثل ان المعلوم يكون معلوما بتعلق العلم به والعلم معلوم بذاته لايتعلق علم آخربه .

يبقى الكلام فى توضيح نكتة ان الارادة كيف تترشح و تنشأ من صفة الاختيار الكامنة فى النفس و ان النفس تخلقها و توجدها بذاتها وبلا وسائط اخرى خارجية , فنذكر فى هذا المجال ما افاده فى رسالة الطلب والارادة , و نعم ما افاد , فانه جدير بالدقة والتأمل واليك نص كلامه[ : ( اعلم ان الافعال الاختيارية الصادرة من النفس على ضربين : احدهما ما يصدر منها بتوسط الالات الجرمانية كالكتابة والصياغة والبناء

اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست