responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 6  صفحة : 291

الغني بالفقير ، والشريف بالوضيع ، ابتلينا هؤلاء الرؤساء من قريش بالموالي ، فإنهم إذا نظر الشريف إلى الوضيع قد أمن قلبه ، يقول : سبقني هذا إلى الإسلام فلا يسلم.

وإنما قال : فتنا وهو لا يحتاج إلى الإخبار؟ قيل : لأنه عاملهم معاملة المختبر.

قوله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) [ ٨ / ٢٨ ] أي بلاء ومحنة وسبب لوقوعكم في الجرائم والعظائم ، يعني أنه سبحانه يختبرهم بالأموال والأولاد ، ليتبين الساخط لرزقه ، والراضي بقسمه ، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب ، لأن بعضهم يحب الذكور ويكره الإناث ، وبعضهم يحب تثمير المال. كذا نقل عنه عليه‌السلام في تفسير ذلك.

والْفِتْنَةُ في كلام العرب : الابتلاء والامتحان والاختبار ، وأصله من فَتَنْتُ الفضة إذا أدخلتها في النار لتتميز.

قوله (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ ) [ ٢ / ١٠٢ ] أي ابتلاء من الله.

قوله (فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ) [ ٥٧ / ١٤ ] أي محنتموها بالنفاق وأهلكتموها.

قوله (وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) [ ٨ / ٢٥ ] أي بلية ، وقيل ذنبا ، وقيل عذابا وقوله (لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ) لا يخلو إما أن تكون جواب الأمر ، أو نهيا بعد أمر معطوف عليه محذوف الواو ، أو صفة لِفِتْنَةٍ ، فإذا كانت جوابا فالمعنى : إن أصابتكم فِتْنَةٌ ، لا تصيب الظالمين منكم خاصة ، ولكنها تعمكم.

وإنما جاز دخول النون في جواب الأمر؟ لأن فيه معنى النهي.

وإذا كان نهيا بعد أمر فكأنه قال : واحذروا بلية أو ذنبا أو عقابا ، ثم قال : ولا تتعرضوا للظلم فتصيب البلية أو العقاب أو أثر الذنب ووباله من ظلم منكم خاصة.

وكذلك إذا جعل صفة على إرادة القول ، كأنه قيل (وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) مقولا فيها (لا تُصِيبَنَ ).

اسم الکتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 6  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست