وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث
أبي سعيد ، وفيه : فصلّى بنا النبيّ صلىاللهعليهوآله
حتّى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأرنبته [١].
وروى مسلم في صحيحه ، عَنْ أبي سعيد ،
قال : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآله
حِينَ انْصَرَفَ وعَلَىَ جَبْهَتِهِ وَأَرْنَبَتِهِ أَثَرُ الطِّينِ [٢].
وروى في المعجم الأوسط ، عن أبي هريرة
قال : سجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
في يوم مطير حتّى إنّي لأنظر أثر ذلك في جبهته وأرنبته [٣].
وقال السيوطيّ في الدرّ المنثور : أخرج
مالك ، وابن أبي شيبة ، والطيالسي ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وابن ماجة ، وابن
جرير ، والبيهقي ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعتكف العشر الأوسط
من شهر رمضان ، فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين ، وهي الليلة التي يخرج
من اعتكافه فقال : من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر ، وقد رأيت هذه الليلة ،
ثمّ أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطين ، فالتمسوها في العشر
الأواخر ، والتمسوها في كلّ وتر. قال أبو سعيد : فمطرت السماء من تلك الليلة ،
وكان المسجد على عريش ، فوكف المسجد. قال أبو سعيد : فأبصرت عيناي رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى جبهته وأنفه
أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين [٤].
وهكذا أخي الكريم ، وبعد كلّ ما ذكرنا
بالنسبة للسجود ، يتبيّن أنّ السجود على الأرض مباشرة هو الواجب ، أو على ما نبت
من الأرض ممّا لا يؤكل ولا
[١] صحيح البخاري ١
: ١٩٨ ، صحيح مسلم ٣ : ١٧٢ واللفظ للأول.