اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 159
السنّة ، فقد روى
ابن بابويه القمّي في من لا يحضره الفقيه : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « النياحة من
عمل الجاهلية » [١].
إنّ إشكال القوم على الشيعة ، فيما يخصّ
مراسيم إحياء ذكرى سيّد الشهداء عليهالسلام
محصورة في النقاط التالية :
أ ـ منع البكاء على الميّت مطلقاً.
واستدلّوا على ذلك : « وإنّ الميّت
يعذّب ببكاء أهله عليه » [٢]
، وقد رواه ابن عمر ، ويرد عليه :
أوّلاً : لاشكّ ببطلان مثل هذا الادعاء
، خاصّة مع وضوح بكاء النبيّ يعقوب على ابنه يوسف عليهماالسلام
في قوله تعالى : ( وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ
كَظِيمٌ )[٣].
ثانياً : إنّ عائشة لم تقبل بذلك ، وقد
صرّحت بأنّ ابن عمر لم يحفظ الرواية بصورة صحيحة ، وأنّ قوله هذا مخالف لقوله
تعالى : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )[٤]
، كما يروي ذلك البخاري في كتاب المغازي ، ومسلم في كتاب الجنائز.
ب ـ الإشكال على خصوص تكرار البكاء على
الإمام الحسين عليهالسلام
، وإعادة ذكر مصيبته في كُلّ سنة.
أوّلاً : يرد هذا الأمر بأنّ يعقوب عليهالسلام قد أشكل عليه
أبناؤه ، كما ينقل عنهم القرآن الكريم : ( قَالُواْ تَالله
تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
)[٥] ، فقوله ( تَفْتَأُ ) دليل على تكراره ذلك الأمر ، فحسب
الشيعة فخراً أن تقتدي بأنبياء الله عليهمالسلام
حينما يبكون على أوليائه.