اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 160
ومكانة الحسين لا ينكرها إلاّ معاند ، فشأنه
عند الله تعالى يتجلّى بما سبق ذكره من العلامات التي ظهرت في الكون ، وعبّرت عن
الغضب الإلهي على قتلته عليهالسلام
، وكذلك في الحديث الذي مرّ ذكره : من أنّ الله تعالى قد أوحى إلى نبيّه صلىاللهعليهوآله ، بأنّه تعالى إذا
كان قد انتقم لدم يحيى عليهالسلام
بقتل سبعين ألف ، فسوف ينتقم لدم الحسين عليهالسلام
بسبعين ألف وسبعين ألف.
ثانياً : وقد أجاب الإمام زين العابدين عليهالسلام بما دلّ من القرآن
على استمرار حزن يعقوب ، عند ردّه على من أشكل عليه باستمرار حزنه على أبيه ، كما
أورده أبو نعيم الأصفهاني عن الحسين عليهالسلام
عن كثرة بكائه ـ أي بكاء زين العابدين عليهالسلام
ـ فقال : « لا تلوموني
فإنّ يعقوب فقد سبطاً من ولده ، فبكى حتّى ابيضت عيناه ، ولم يعلم أنّه مات ، وقد
نظرت إلى أربعة عشر رجلاً من أهل بيتي في غزاة واحدة ، أفترون حزنهم يذهب من قلبي
»؟ [١].
وهذا الإشكال من السلفيين هو نفس
الإشكال على إحياء ذكرى المولد النبوي من التكرار السنوي للذكرى ، فالأمر محبّب ، وهو
مثل تكرار دراسة الفقه أو الحديث أو القرآن الكريم.
ج ـ النياحة :
وقد أورد نصّاً من كتب الشيعة يصف
النياحة بأنّها من عمل الجاهلية ، ويرد عليه :
أوّلاً : إنّ هذه الرواية موجودة في
مصادر السنّة قبل الشيعة ، ومع ذلك فإنّ من علماء السنّة من أجاز النياحة ، ولم
يعتبر هذا النصّ مانعاً من جوازها ، وقد أقرّ ابن حجر بهذا الخلاف عند شرحه لعنوان
الباب الذي وضعه البخاري في صحيحه : باب ما يكره من النياحة على الميّت :
« قال الزين بن المنير : ما موصولة ، ومن
لبيان الجنس ، فالتقدير الذي يكره من جنس البكاء هو النياحة ، والمراد بالكراهة
كراهة التحريم ، لما