اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 158
زمن الرسول صلىاللهعليهوآله ، ولا زمن الطبقة
الأُولى من المسلمين ، ولكن مع تطوّر الزمن تطوّر أُسلوب الدعوة.
وهذا ليس بممنوع ولا هو بدعة ، لأنّه
أمر مندوب إليه بعنوانه العام ، وتحديد المصاديق موكول إلى العرف ، ما لم يدخل شيء
منها في أحد عناوين المحرّمة.
وبناء على ذلك ، فإنّ من العناوين
العامّة في الدين : إحياء أمر أهل البيت عليهمالسلام
، وتوقيرهم ومحبّتهم ، وإظهار الحزن لأحزانهم والفرح لأفراحهم ، فالله تعالى قد
أمر بمودّة أهل البيت عليهمالسلام
، فهل تتصوّر المودّة بالفرح بحزنهم؟ والحزن بفرحهم؟
والمآتم الحسينية إنّما هي مصداق من
مصاديق تلك المودّة المفروضة ، وتلك المراسيم لم يرد فيها نهي ولا منع ، لذا فهي
جائزة أصالة ، ويرجّح كفّة إقامتها لأنّها إحياء لأمر الدين ، وتتأكّد بورود
روايات عن الأئمّة عليهمالسلام
في الحثّ عليها.
فإن منع الدين الحزن على المؤمن ، فلنمنع
الحزن على الحسين عليهالسلام
، وإن لم يجز لرسول الله صلىاللهعليهوآله
التأثّر الشديد بمقتل حمزة ، لم يجز لنا التأثّر بمقتل الحسين عليهالسلام؟
كيف والحسين عليهالسلام أعزّ عند الله
ورسوله صلىاللهعليهوآله
من حمزة عليهالسلام؟
كُلّ ذلك حكم العقل والبداهة ، فضلاً عن وجود الأدلّة الخاصّة التي تدلّ على فضل
البكاء والنوح على سيّد الشهداء عليهالسلام
، سنذكرها فيما يلي.
مشروعية البكاء على سيّد الشهداء عليهالسلام.
قال الكاتب : وما يذكر عن فضل البكاء في
عاشوراء غير صحيح ، إنّما النياحة واللطم أمر من أُمور الجاهلية التي نهى النبيّ صلىاللهعليهوآله عنها ، وأمر
باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتّى يقف الشيعة منه موقف العداء ، بل هو منطق أهل
البيت ، وهو مروي عنهم عند الشيعة ، كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 158