اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 166
وعن مسروق عن عائشة قالت : صلّى رسول
الله صلىاللهعليهوآله
خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه[١].
وفي رواية أُخرى : « آخر صلاة صلاّها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به ، خلف أبي بكر » [٢].
وهكذا روايات متعدّدة ، لن تجد روايتين
منها تتّفق في المعنى ، فضلاً عن اللفظ ، وذلك دليل على اختلاق القصّة ، والذي روي
عن طريق الخاصّة :
عن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام يرويه عيسى الضرير
: قال : فسألته وقلت : جعلت فداك ، قد أكثر الناس قولهم في أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أمر أبا بكر
بالصلاة ، ثمّ أمر عمر ، فأطرق عنّي طويلاً ، ثمّ قال : « ليس كما ذكر الناس ،
ولكنّك يا عيسى كثير البحث عن الأُمور ، لا ترضى إلاّ بكشفها
».
فقلت : بأبي أنت وأُمّي ، من أسأل عمّا
انتفع به في ديني ، وتهتدي به نفسي مخافة أن أضلّ غيرك ، وهل أجد أحداً يكشف لي
المشكلات مثلك؟
فقال : « إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا ثقل في مرضه ، دعا علياً عليهالسلام
، فوضع رأسه في حجره وأُغمي عليه ، وحضرت الصلاة فأذّن بها ، فخرجت عائشة فقالت : يا
عمر أخرج فصلّ بالناس ، فقال لها : أبوك أولى بها منّي ، فقالت : صدقت ، ولكنّه
رجل لين ، وأكره أن يواثبه القوم ، فصلّ أنت ، فقال لها : بل يصلّي هو وأنا أكفيه
إن وثب واثب ، أو تحرّك متحرّك ، مع أنّ رسول الله مغمى عليه لا أراه يفيق منها ،
والرجل مشغول به ، لا يقدر أن يفارقه يعني علياً عليهالسلام
فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر علياً بالصلاة ، وقد
سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه يقول لعلي عليهالسلام
: الصلاة ، الصلاة ».
قال : « فخرج أبو بكر يصلّي بالناس ، فظنّوا أنّه بأمر
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلم يكبّر حتّى
أفاق صلىاللهعليهوآله ، وقال : ادعوا لي
عمّي يعني العباس فدعي له فحمله وعلي عليهالسلام حتّى أخرجاه وصلّى
بالناس وإنّه لقاعد ، ثمّ حمل فوضع على المنبر