المحافظة على الحديث
أشبه شيء بالتناقص ؟ وكيف يتصور أن يحث المعلم تلاميذه على العلم ويحرضهم
على صون محفوظاتهم من النسيان ثم يوصيهم ألاّ يدوّنونها ولا يتدارسونها ؟
أليس صون العلم والمحافظة عليه بالكتابة والتدوين أولى وأجدى من حفظه
واستظهاره ؟ ولو كان ما كتب قر وما حفظ فر فلم التأكيد على حفظ الحديث
وتجويزه من قبل الحفاظ والقول أن منع الكتابة جاء للمحافظة على الذاكرة ؟!
السبب الخامس :
ما ذهب إليه الخطيب
البغدادي وابن عبدالبرّ
وملخصه هو أن الخليفة فعل ذلك
احتياطاً للدين وخوفاً من أن يعملوا بالأخبار على ظاهرها والحديث فيه
المجمل والمفصل ، فخشي عمر أن يحمل الحديث على غير وجهه أو يؤخذ بظاهر لفظه
[ شرف أصحاب الحديث : ٩٧ ـ ٩٨ ، السنة قبل التدوين : ١٠٦ ].
ويجاب عليه :
هل الخليفة أحرص من رسول الله
صلىاللهعليهوآله على دين الله ؟ وما معنى خوفه واحتياطه ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « حدِّث ولا حرج » ، وفي آخر : « اكتبوا ولا حرج » ؟
فكيف يحتاط الخليفة ولا يحتاط
أبو ذر الغفاري الذي قال عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء عن ذي لهجة أصدق من أبي ذر » ؟ وكيف برسول الله صلىاللهعليهوآله يرسل الصحابة إلى القبائل والمدن المبشرين والمنذرين